الشمائل المحمدية والخصائل المصطفوية
(0)    
المرتبة: 48,294
تاريخ النشر: 01/04/2004
الناشر: مؤسسة الكتب الثقافية
نبذة نيل وفرات:لا شك أن أعقل الناس وأكيسهم من يسعى إلى دنيا سعيدة، وآخرة حميدة. ولا يتأنى ذلك إلا بسبيل واحدةٍ، وطريق واحدٍ، هو اتباع هدي المصطفى (صلى الله عليه وسلم)، لأنه المثل الكامل، والقدوة الصالحة، والأسوة الحسنة لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوصى. ولكن، أنّى للمرء أن ...يتخلق بأخلاقه، ويتأدب بآدابه، ويأتسي بسيرته، دون معرفة لشمائله وصفاته، ومحاسنه؟! هذا الكتاب الشمائل المحمدية للإمام الحافظ "أبي عيسى محمد بن سورة الترمذي" على إيجازه وصغر حجمه-يعطي المسلم لوحة ناصعة وصورة صادقة وواضحة عن شخصية الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم)، ليكون له الأسوة والقدوة والمثل.
إنه وصف جميل، في غاية الإحكام لذات المصطفى خلقاً وخلقاً، بحيث إن مطالع هذا الكتاب، كأنه يطالع طلعة ذلك الجناب، ويرى محاسنه الشريفة في كل باب. لقد ضم بين دفتيه ما ينوف على 400 حديث، وزعت على 56 باباً، لكل باب عنوان تم اختياره بدقة، وأخرج تحته حديث أو أكثر يخدم الغرض من الترجمة. استهل المصنف كتابه برواية جملة من الأحاديث التي تصف جمال طلعته (صلى الله عليه وسلم) وبديع خلقته، وكمال صورته، فهو كما نعتته الصحابية الوصافة أم معبدٍ الخزاعية" أجمل الناس من بعيدٍ، وأحلاه وأحسنه من قريب، ثم أعقب ذلك بمجموعة من الروايات التي تتعلق بالمظهر العام، كوصف خطابه (صلى الله عليه وسلم)، وكحله، ولباسه، ونعله، وخاتمه، وسيفه، وعمامته، وغير ذلك.
ثم انتقل الحافظ الترمذي إلى وصف الأمور التي تتصل بالحياة اليومية: كعيشه (صلى الله عليه وسلم)، وطعامه، وشرابه، وما كان من هذا القبيل. ثم عرّج على النواحي الاجتماعية في حياته (صلى الله عليه وسلم) فوصف تعطره، وكلامه، وضحكه، وخراجه، وحسن عشرته لأزواجه أمهات المؤمنين، وما إلى ذلك. ثم روى المؤلف مجموعة من الأحاديث التي تتعلق بنومه (صلى الله عليه وسلم) وعبادته، وقارءته، وبكائه، وفراشه، وتواضعه، وخلقه، وحيائه، وحجامته. ثم أتحفنا الترمذي بروايات تبين لنا على التتالي: أسماءه (صلى الله عليه وسلم) وعمره، ووفاته، وميراثه، ورؤيته في المنام، وختم الكتاب بحديث مقطوع عن التابعي الجليل محمد بن سيرين، فيه تنبيه الناس وتحذيرهم من التحديث عن الكذابين، والاحتياط في الرواية عن الضعفاء، ذلك أن هذا العلم دين، خذوه عن الذين استقاموا، ولا تأخذوه عن الذين مالوا. ولما كان للترمذي شرف السبق في جمع شمائله (صلى الله عليه وسلم) في مصنف مفرد، وكانت قبله مبثوثة في تضاعيف الصحاح، وحنايا السنن، وبطون المسانيد، وما إلى ذلك من المصنفات الحديثة. فقد أقبل العلماء على كتاب الشمائل يثنون عليه، ويمتدحوه لما فيه من الاختصار، والاستيعاب وحسن التبويب والترتيب، كما وأقبل عليه المحققون، متناولين إياه بالخدمة في شتى الجوانب، وتحقيق أي كتاب يعني إثبات النص كما وضعه المؤلف، أو أقرب ما يكون إلى مراده.
وفي سبيل خدمته هذا الكتاب، وإخراجه محققاً بثوب علمي خشيب، يتناسب وشرف موضوعه، ونبل أبحاثه، سلك الخطوات التالية في خدمة هذا الكتاب: أولاً: قابل مخطوطات الكتاب وبيّن الفوارق الهامة للنسخ في الحاشية. ثانياً: قابل نصوص الكتاب على بعض المصادر التي استقى منها الترمذي مادته. ثالثاً: خرج الآيات الكريمة الواردة فيه بذكر اسم السورة ورقم الآية. رابعاً: خرج أحاديث وآثار الكتاب. خامساً: ترجم للمصنف ترجمة موجزة، ووضع فهارس متنوعة للكتاب وذلك ليسهل على الباحث الوصول إلى مبتغاه في النص. إقرأ المزيد