تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: أصدقاء الحرف للصحافة والطباعة
ينصح لأعمار بين: 3-6 سنوات
نبذة نيل وفرات:إن حركة الإنسان العامة في التاريخ منذ أن كان، ما هي إلا حلقات في سلسلة طويلة من الصراع والكفاح لتحقيق حياة أفضل، وللبحث عما يؤمن للإنسان الخير والسعادة والطمأنينة. وقد أكد الإسلام على لسان الأنبياء والرسل على صراع الخير ضد الشر لتغيير الواقع الاجتماعي لهذه الإنسانية المعذبة، ومأساة كربلاء ...هي إحدى حلقات هذا الصراع في أبهى تجلياته، يخوضها أنصار الخير ضد الشر وأتباعه. لا بل هي أم التحرك الإنساني في رفضه للظلم وحربه للشر وهي أم الثورات التي قام ويقوم بها الإنسان لتغيير واقعه المؤلم الذي يتحكم فيه الشر برموزه وأشخاصه بسلوكياتهم المؤذية والمعرقلة لمسيرته.
إن هذه المأساة الفاجعة، لا تزال ماثلة في ضمير كل إنسان يعي حقائق ومستلزمات نجاح المسيرة الإنسانية العامة وسعادتها فهي الدليل والشاهد الحي عما يمكن أن يصل إليه الإنسان من بشاعة ووحشية إذا استحوذ عليه الشر والجشع في سبيل تحقيق مآربه أطماعه وأهوائه. وقد ميز الإسلام بين نوعين من الناس، الأبرار الذين يسمون بأخلاقهم وإيمانهم كقدوة للبشرية وبين الأشرار الذين يرتكبون الفظائع والأهوال بحق الإنسان في سبيل تحقيق مصالحهم، وهذه القصة هي بعض جوانب من أحداث وقعت في كربلاء المقدسة بين أنصار الشر وعلى رأسهم يزيد بن معاوية بن أبي سفيان وبين أنصار الخير والإنسانية وقائدهم الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام مع ثلة من أصحابه الذين اختاروا بذل أرواحهم على مذبح إنكار الذات لتحقيق الهدف الأسمى وتخليص البشرية من شوائبها كما علمهم الإسلام.
والحسين بن علي (ع) هو حفيد أهم الشخصيات التاريخية والإسلامية في حياة الإنسانية ألا وهو محمد بن عبد الله خاتم المرسلين صلى الله عليه وسلم الذي غير واقع الإنسان والمجتمع من حال إلى حال ومحا الكثير من الظلم والاضطهاد الذي كان لا حقاً بهذا الإنسان إكمالاً للمعركة التي بدأت مع النبي آدم (ع) استمرت بعده مع الأنبياء نوح وإبراهيم وموسى وعيسى (ع) وأصحابهم, أتباعهم. ويبدو واضحاً كيف أن الدم يجب ألا يراق إلا من أجل الغايات النبيلة لمصلحة الإنسان وأنه لا مجال لهذا الإنسان للوقوف على الحياد بين الحق والباطل، وبين الخير والشر. وقد جسد الحسين بن علي (ع) وأهل بيته وأصحابه هذه الغاية السامية من خلال تضحيتهم الرائعة ليبرز لنا كم هو الإنسان عظيم في إنسانيته وفي مشاركته بصناعة التاريخ البشري المجيد. إقرأ المزيد