دعوة للحوار والنقاش، المنهج للحياة، رؤية اجتهادية إسلامية
تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار المناهل للطباعة والنشر والتوزيع
نبذة نيل وفرات:مرت البلاد الإسلامية خلال عشرات السنين، بسلطات مسؤولة عن الإفلاس السياسي، إذ أن "السياسة" بالمعنى الشرعي الخيّر تعني الرعاية والحكمة وما ينتج من اتّباع خطها العادل الحكيم من خيرٍ وصلاح للحاكم والمحكوم. كانت سياسة تلك السلطات تعني المكر والخداع والبطش وإهدار حقوق الإنسان. وهذا ما أدى إلى الإفلاس الاجتماعي، ...والاختلال الاقتصادي التي عانى منه المسلمون الويلات. وكان على طلائع الخير في البلاد الإسلامية أن تجاهد بكل الوسائل المشروعة ضدّ كل أسباب الانحلال الآيلة إلى نتائج مضادة لمنهج الله وشرعه.
فبديلاً لوحدة الأمة والتنوع داخل إطار الوحدة كانت التمزق والشرق والشقاق والغدر وسفك الدماء. وبديلاً للشورى في الأمر اختياراً للحاكمين ومراقبةً عليهم كانت الفردية هي السائدة، كما كان تزوير إرادة الأمة هو المتّبع وحيل بين القضاء التدخل في كل ما يحمي الحريات، وأصبح خادماً للسلطة لا لجماهير الأمة.
بذلك سادت الرشوة وعمّ الفساد في البلاد وبديلاً للرسالة الإسلامية، رسالة الخير في الأرض، رسالة التقدم الدائم والتحسن المستمر، انتقل المسلمون إلى مجتمع استهلالي، وصارت بلدانهم سوقاً لإنتاج غيرهم، بذلك وقعوا في تبعية حيوانية فقدوا معها الفعالية، وسادتهم المذلّة وضياع الكرامة والعزة والعلم. من هنا يرى المؤلف إبراهيم بن علي الوزير بأنه على المسلمين بناء برامج القوّة والعزّة والعلم حتى يكونوا بحق خير أمة أخرجت للناس، تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، حتى يستطيع المسلمون أداء الشهادة التي كُلِّفت بها هذه الأمة، ومن موقعه، ومن خلال كتابه هذا، يقدم النصح الخالص الذي تقتنع به الأغلبية لتقويم المعوج واختيار البديل الأفضل ولإقامة توازن داخل المجتمع الذي يحقق العدل بحيث لا تفرط قوة في المجتمع أو تطغى، تلك هي "توازن قوة التدافع" على مستوى الأمة، به يتحقق العدل وبدونه يكون الفساد الخاص بتلك الأمة، وعلى مستوى العالم كله.
وبعبارة أخرى فإن المؤلف وانطلاقاً من رؤية حصيفة صافية للمستقبل يقدم برنامجاً يحمل من الوسائل ما يؤهل للانتقال بالمسلمين إلى حيز العمل وللمشاركة في تسيير الشؤون العامة، ومراقبة أولي الأمر رقابة واعية وللابتعاد عن كل ما يحول دون تنمية المجتمع المسلم، وثقافته ووعيه، أو يعيق كل ما يحسن مجالات حياة المسلمين وتقدمهم الدائم المستمر. إقرأ المزيد