تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: دار الرازي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعد موضوع الفتوة من الموضوعات التي ما تزال غامضة حتى الآن وخاصة نشأته الأولى، فقد أدخل الصوفية الفتوة في مذهبهم وصبغوها بصبغتهم، وملأ واكبتهم بأخبار الفتيان التي تسمو على المعاني الدنيوية إلى المعاني الدينية. وهم يشددون على تلك المعاني الخاصة بنكران الذات والإيثار والكرم والسخاء واحتمال الشدائد والابتعاد عن ...الشهوات. وحاول الصوفية إعطاء تعريفات للفتوة، فازدحمت كتبهم بتعريفات كثيرة. فقد يعرفها الشيخ نفسه أكثر من تعريف.
وبالتالي نرى أنها-أي الفتوة-شكلت حياة متكاملة يعيشها من ينخرط في هذا المجال، ومن أقدم من تكلم عن الفتوة الإمام جعفر بن محمد الصادق حينما سأله شقيق البلخي عن الفتوة فقال: إن أعطينا آثرنا، وإن منعنا شكرنا. أي إنه الإيثار مهما استتبع ذلك من المكاره.
ولعل من أوائل من ألف في الفتوة الصوفية أبو عبد الرحمن بن خالد الأزدي السلمي من أزد شنوة وكتابه الفتوة يعد من أهم الكتاب المصنفة في هذا الباب ويبدو أنه عبارة عن جواب شافي لسؤال طرحه عليه أحد أصحابه أو تلاميذه عن الفتوة، حيث إنه ابرز ذلك في مقدمته، فقال: "سالت عن الفتوة، فأعلم أن الفتوة...". ثم صار يعرف الفتوة تعريفات كثيرة، موضحاً صفاتها، مركزاً على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم، وآثار السلف وآدابهم. وهو يعلم ذلك المنهج صراحة، حيث يقو: "وأنا مبين أطرافاً من ذلك (يقصد الفتوة) على الاختصار من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، وآثار السلف وآدابهم وشمائلهم".
وهذا المنهج الذي طرحه السلمي في كتابه هذا يشكل العمود الفقري للكتاب من أوله إلى آخره فهو مجموعة من الفقرات كل فقرة تبدأ بصفة من صفات الفتوة، ثم يلحقها بقول أو اثر للرسول صلى الله عليه وسلم، ثم يبدأ بالاستشهاد بأقوال وأفعال علماء الصوفية ومشايخهم على نفس الطريقة السابقة، وفي كلتا الحالين، لم يستهن أبو عبد الرحمن السلمي بسلسلة السند، فهو يحرص عليها أشد الحرص.
أما المقدمة فضمنها كل ما هو مهم في هذا الموضوع، فابتدأها بنبذة أوضح من خلالها أن طريق الفتوة هو الحق الواجب الاتباع فوضع سلسلة من الأنبياء والمرسلين عليهم السلام يأخذون بطريقة الفتوة، منذ آدم عليه السلام، إلى محمد صلى الله عليه وسلم. ولكي يدعم رأيه استشهد بعدد من أي القرآن الكريم.
أما نهاية الكتاب فخصصها لإعطاء خلاصة لمفهوم الفتوة، فخاطب من طلب منه معرفة الفتوة بقوله: "أعلم أن أصل الفتوة هو حفظ مراعاة الدين، ومتابعة السنة، واتباع ما أمر الله به نبيه عليه السلام". وأخيراً سرد موجبات الفتوة فعدد ما يقارب مائة صفة حميدة هي من موجبات الفتوة الواجب توافرها فيمن أراد الانخراط في سلك الفتيان، وبالنظر لأهمية هذه الرسالة فقد اعتنى بإخراجها محققة ومصححة من الأخطاء الإملائية والنحوية واللغوية، ومذيلة بعدد من الفهارس الفنية التي تعين الباحث على إيجاد ما يبحث عنه في ثنايا هذه الرسالة. إقرأ المزيد