تاريخ النشر: 01/01/2007
الناشر: دار المشرق
نبذة نيل وفرات:أفراهاط أو فرهد، كما يقول الفرس، شخصية غامضة المعالم. لقب بالحكيم الفارسي، ولكن حكمته تختلف ع حكمة اليونان، وهو الذي لم يطلع على عالم اليونان. حكمته تنبع من الكتب المقدسة التي حفظها، وأورد نصوصها، واستعمل آياتها كبراهين يقنع بها قارئيه، وآثاره التي كتبت في منتصف القرن الرابع، عبرت الأجيال، ...فوصلت إلينا بشكل مقالات روحية، تتضمن مواضيع لاهوتية ونسكية وحياتية، ويقف فيها أفراهاط بوجه خصومه يقدم لهم الحقيقة النابعة من الكتاب المقدس. لا شك في أن هناك الغنوصيين القائلين بمعرفة باطنية للأمور الإلهية دون الحاجة إلى الوحي الذي وصل إلى الرسل.
وهناك المانويون الذين يعتبرون الخير والشر مبدأين أساسيين ومتخاصمين. ولكن خصوم أفراهاط الأولين هم اليهود الذين يملكون في بلاد الرافدين وفي أرض فارس مدارس مشهورة، وإليهم يوجه تسعاً من مقالاته: الختانة، الفصح، السبت، تمييز الأطعمة، اختيار الشعوب، المسيح ابن الله، البتولية، تشتت اليهود الدائم، الاضطهاد. يضم أفراهاط أمامه معلماً يهودياً فيرد على براهينه البدائية وادعاءاته السخيفة، أو يوجه كلامه إلى اليهود المستهزئين بالقيم المسيحية، إلى تلك الأمة البغيضة. من خلال هذه المقالات نستشف تأثير اليهود القوي في المؤمنين الجدد ولا سيما في السلطة الفارسية التي كانت تلاحق المسيحيين وتضطهدهم بإيعاز من اليهود.
هذه هي الوجهة السلبية للمقالات: مقارعة اليهود، ومجادلة الهراطقة ولا سيما في المقالة عن بعث الموتى وعن الموت والأزمنة الأخيرة. وإذا وضعنا جانباً مقالتين أملتهما الظروف هما الحروب والبراهين أو رسالة إلى الزمن الحاضر، تبرز مقالات ذات طابع تعليمي أو نسكي. وهي: الإيمان، المحبة، الصوم، الصلاة، أبناء العهد أو المتنسكون، التائبون، التواضع، الرعاة، مساعدة الفقراء، خصلة العنب، فهذه المقالات توجهت إلى أبناء العهد.
تلك بعض الملاحظات عن أفراهاط، عن فكرة اللاهوتي، عن فكره الروحي، وكل هدفها أن تساعد القارئ. وها نحن نختفي وراء النص ونترك لك اكتشاف الغنى الذي اكتشفنا بعضه حين تأملنا في مقالات الحكيم الفارسي. إقرأ المزيد