تاريخ النشر: 01/10/2003
الناشر: دار الثقافة الجديدة
نبذة نيل وفرات:في 6 تشرين الثاني 1914م نزل إلى البر في الفاو جنود الحملة البريطانية المرسلة من الهند محققين أطماع ساسة بريطانية العظمى من أتابع (المدرسة الهندية) الاستعمارية التي ترى من العراق تابعاً من توابع الهند ونقطة أولى تحافظ عليها هذه الإمبراطورية على درّة تاجها. فانتهت الحرب العالمية الأولى باندحار ألمانيا ...وحليفتها "الدولة العثمانية" وتشتت تركت الرجل المريض، فكان العراق حصة بريطانيا.
بادرت بريطانيا بترسيخ أقدامها في العراق، واستغلال خيراته وموقعه الجغرافي. فأسست إدارة ملكية تحت إشراف السلطات العسكرية المحتلة واستمرت حتى قررت عصبة الأمم الإنعام على بريطانيا بالانتداب على العراق وفلسطين. بناء على رغبة الحكومة البريطانية، لا سيما بعد تحملها بحث الانتداب على العراق وطلبته من الحاكم العام في العراق "أي، تي" ويلسن" أن يوافيها بتقرير مفصل عن الوضع العام في تلك البلاد.
فقالت سكرتيرته: "المسّ غيرترود بيل" وبناءً على رغبة الحاكم وتلبية لرغبة حكومة الهند المسؤولة آنذاك على الإدارة في العراق، بكتابة التقرير المسمّى آنذاك بالكتاب الأبيض والذي يحتوي على أمور هامة أدت فيما بعد على تكوين الدولة العراقية الحديثة. وفي هذا التقرير تؤكد المس بيل بين حين وآخر في ذلك وبشكل مدسوس، والخلافات بين العشائر وسكان المدن تلفها ريبة كل من الثاني، إضافة إلى التنكيل بزعماء البلاد وقادة الحركة الوطنية.
كما تذكر علماء الدين بلهجة نابية وانحيازهم إلى إيران أو تركيا، كما تبالغ في وضع الأقليات المسيحية واليهودية تجاه الأكثرية المسلمة ومعارضتها من تشكيل الحكم الوطني في العراق. وهذا الكتاب الذي بين أيدينا يحتوي على النص الكامل المترجم لهذا التقرير بالإضافة إلى مذكرتين مهمتين كتبتهما (المس بيل) بنفسها أيضاً، المذكرة الأولى عن "الحكم الذاتي في العراق" والمذكرة الثانية عن "آراء النقيب، نقيب بغداد السياسة". إقرأ المزيد