تاريخ النشر: 01/10/2003
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:لا يخفى على أحد أهمية التربية والتعليم للبشر جميعاً، وهذا ما يؤكده ديننا الإسلامي الحنيف، ويردده كل المصلحين والمهتمين بالمجتمعات البشرية. والتربية هي التي تنشأ بفعلها الحضارات، وتتبدل المجتمعات، وتتغير الدول والشعوب. ولم تستطع أمة أ، تنهض أو تسود إلا بعد أن اهتمت بالتربية، فأعدت أبناءها وبناتها لحمل رسالتها، ...وتحقيق أهدافها.
وبقدر ما أهمل المسلمون ذلك حتى وصلوا إلى ما هم عليه من التأخر والتخلف والفرقة، والتنازع، والتبعية للآخرين، بقدر ما فطن أعداؤهم لأهمية التربية وراحوا يخططون ويضعون البرامج والمناهج لتغيير العالم كله، واستبدال الشعوب بأخرى، لا عن طريق القتل والإبادة -المادية- ولكن عن طريق القتل والتذويب والتغيير الفكري والثقافي والعقدي للشعوب. وهذا ما سعت إليه ولا زالت تسعى إليه القوى الغربية في خططها وبرامجها، ولذلك رأيناها تبدل أسلوب الغزو العسكري، والهيمنة المباشرة، بالغزو الفكري والهيمنة الثقافية والفكرية والإعلامية.
لقد فطنوا إلى ذلك نتيجة دراساتهم عن نتائج الحروب الصليبية، ومحاولاتهم السيطرة على الشرق الأوسط العربي والإسلامي، وإقامة الكيانات التابعة لهم ثم فشلهم في ذلك رغم ما بذلوا في الحروب، وعلموا أن هيمنتهم تتحقق إذا استطاعوا إبعاد المسلمين عن عقيدتهم، ودينهم وثقافتهم وأخلاقهم. ولذلك اتخذوا هذا الطريق الجديد سبيلاً للهيمنة على مقدرات المسلمين، فأرسلوا الإرساليات المختلفة وبمسميات العلم والتربية والثقافة والإعلام، وفتحوا المدارس والمعاهد والجامعات وأقاموا المطابع والمنتديات حتى استطاعوا أن يشكلوا من المسلمين جيشاً من المتعلمين الذين تخرجوا على أيديهم وحملوا مبادئهم، وآمنوا بالعديد من معتقداتهم، وظنوا أن التقدم والنجاح لن يكون إلا بإتباعهم، والسير على منوالهم.
وهكذا عن طريق البعثات المتبادلة، ومراكز التعليم والتربية والإرساليات التي تتزيى بأزياء العلم استطاعوا تربية جيل تابع لهم، واستطاعوا إحداث تغيير كبير في العالم الإسلامي، وتخطيط مناهج التربية والتعليم حسب ما يريدون، فابتعد المسلمون عن دينهم وأخلاقهم، وأبعدوا الدين عن مكان القيادة والصدارة.
وها نحن نرى كيف هدمت الخلافة، وكيف زرعت إسرائيل، وكيف تفتت العالم العربي والإسلامي، وكيف نهبت الثروات وظلت هذه البلدان في تخلف وفقر. إننا بحاجة إلى يقظة حقيقية، يقظة تعيدنا إلى طريق البناء الصحيح، والتربية أساسية في هذه اليقظة.
والتربية التي نقصدها ليست التربية المستوردة والمناهج الغربية، وإنما هي التربية التي تؤكد ذاتية المسلمين وأصالتهم، وتنبع من عقيدتهم وبيئتهم وحاجاتهم، ونحن بحاجة إلى توضيح معالم هذه اليقظة، والتربية المطلوبة.
وموضوعات هذا الكتاب تأتي في هذا السياق وهي تهتم ببيان فضل العلم والتعليم في الإسلام، ودور المناهج التعليمية والمدرسة في تربية الأجيال القادمة، وفيما يلي ذكر لأهم عناوين مقالات هذا الكتاب: العلم والتعليم في الإسلام مهمة صعبة أمام الأمة الإسلامية، المسلم ومسوؤليته في عصر الإيدز، المعالم الأساسية لتربية أجيالنا القادمة، دور المدرسة في تربية النشء وبناء المجتمع، التربية والمرأة. إقرأ المزيد