تاريخ النشر: 01/01/2004
الناشر: دار الآداب
نبذة نيل وفرات:"قال العلايلي: تتسمون بأسماء من سبقكم من علماء الحروف، فيمنحكم الاسم وحده سلطة تجيز لكم الحلّ والربط في كل ما يخص تركة العالم من علمه، فكيف بكم إذا طوعتم اللغة بالفولاذ والحديد، فسددتم مسامها وشللتم حراكها وأنطقتموها بما يحلو لكم وبما تتصارع إليه مرغمة، لأنه من بنات أفكارها ولأن ...لها سعة تحوي كل ما تعنيه الحروف في هذا الكون وتسميه؟ ألا يجدر التمييز حينئذ بين السلطة التي للكلام، وبين الكلام الذي ينصب ذاته سلطة؟ هدت أصوات الاخوان بعبارات الاستنكار والغضب والاحتجاج، فزاد العلايلي من حدّة نبرته كي يتمم كلامه: من يُقْفِل لغة يرتكب أكبر الإثم، لأن من يخرج من لغته يخرج من العالم! لقد خنتم من تدّعون اتباعهم والاهتداء بتعاليهم، فأخفتم الناس من الحروف، روّعتموهم بها، جردتموهم من لغتهم، وأجلستموهم في العراء، خارج أجسامهم وأرواحهم، خارج الزمن والحياة، في العدم! وها أنا أقول لكم: اللغة من صنيع الإنسان مالكها! ذلك أن مشيئة الرب وضع فيه العقل كي يعقل الأشياء وضمّن "القدر" معنى القدرة كي يفهم ابن آدم أنه وهبه الإرادة، ينبثق منها العزم فالاقتدار! أطلق سراح وهو يزيد غضباً: ومعناه أنه يحق لكلّ آدمي فك الحروف وتفسير النصوص بحسب ما يوحي له؟ فاسترجع العلايلي هدوءه وقال: يا سرّاج، ما كانت اللغة أبداً ضد الإيمان، بل هي مُعين عليه لأنها تستدعي التفكير. وليس التفكير ضد الإيمان، وإنما هو أفضل السبل المفضية إليه، وإن كانت دربه شائكة محفوفة بالمصاعب والعثرات. كالدرب التي سلكها خلدون، رمى شمس الدين متحديّاً، وقد تعلم وأنير عقله فتحول إلى قاتل لا يقيم للتعاليم أيّ اعتبار؟!".
وكأن نجوى بركات أودعت في روايتها هذه سرّاً، أو ربما غاية، أرادت من القارئ استشفافها من خلال ثنايا حكايتها. وذلك من خلال أسلوب سلس، يشد القارئ إلى حدّ الاسترسال مع الفكرة المنسابة من خلال العبارات وحتى إلى تلك المختبئة خلفها. والكاتبة في ذلك كله تركن إلى لغة بسيطة، تندرج مع مضمون حكايتها وتذوب فيها إلى حد التماهي.نبذة الناشر:ليلة اختفاء القمر، عشية ظهوره كهلال، فوق الهضبة على قرية "اليسر" حيث تنهض أخوية الوفاء، ثمة من سيجرؤ على سرقة "لوح القضاء والقدر".
أي مصير ينتظر الإخوان، حراس "اللوح" وحفظة علم الحرف، غداة اكتشاف السرقة؟ وما تراها تكون لغة السر تلك؟ إقرأ المزيد