تاريخ النشر: 01/01/2022
الناشر: دار الساقي للطباعة والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بكعبه وحذائه حكم صدام حسين بلداً حاول، في عهده الملكي، تدشين صيغة أولية من البرلمانية، وبلغة جمعت أسوأ ما في رطانة العشائر إلى أسوأ ما في النص الديني، ساس بلداً ذا تقاليد في الإبداع والرأي والسجال. وفي مختبر لا يرحم اسمه العراق تمطى بجسمه الثقيل ذاك الكائن المشوّه والهيولي ...على رأس حزب لم يبق منه إلا التماسك العصبي حول الزعيم وخلاصة من الكراهيات للافارسية واللاشيعية واللاكردية واللاسامية. وأحس عراقيون كثيرون بأن صدام أحال بلدهم قاعاً صفصفاً، وأحسوا بأنهم باتوا مثل مساجين ألفوا سجنهم وصاروا لا يفهمون ماذا يفعلون بحريتهم إذا جاءت. وأحسّ آخرون أن لا ملجأ لهم إلا الانكفاء على عشائرهم وأديانهم؛ إذ الحاضر مُصادَر والمستقبل مغلق.
وهذه السمة التوتاليتاية التي حملت معلقين وكتّاباً على تشبيه صدام بمحط إعجاب ستالين، غيبت حقائق أخرى. فالأول الذي سيّد العشيرة وعلاقات القرابة مما لم يفعله الثاني، لم يؤسس ثورة صناعية ولا أحرز انتصاراً على الفاشية، أو ما يعادلها، مما فعله.
تلك كانت بعضٌ من السمات التي بالإمكان استشفافها حول الوضع الذي كان سائداً في العراق. إبان حكم صدام، إلا أنه من المؤكد بأنه من الصعب الوقوف على حقيقة ما كان يجري هناك بالتفصيل في تلك الآونة وذلك لاستحالة التسلل إلى الأمكنة التي حجبتها أسوار صدام وغموض نظامه، والحال أن فصول كتاب حازم صاغية "بعث العراق" الذي نقلب صفحاته هو عن عراق صدام إلا أنه لا يحمل زعم التغطية الشاملة، بقدر ما يهدف إلى كتابة قصة العراق البعثي، وهي شيقة مثلما هي مأساوية. لكنها، مثل كل قصة، يخونها الإلمام ببعض التفاصيل لمصلحة التعويل المبالغ فيه على تفاصيل أخرى.نبذة الناشر:إذا جاز لنا أن نستخلص "عبراً" من تاريخ البعث، قلنا إن العبرة الأولى تطال العبث والمجانية اللذين وَسَما شطراً مهماً من تاريخنا السياسي المعاصر.
وهذا لا يُلغي، بل يؤكد المسؤولية الذاتية عما حصل وقد يحصل. فالعجز المحلي عن إطاحة صدام ونظام المقابر الجماعية، فتح الباب واسعاً لمن يرغب في إطاحته من الخارج. ذاك أن القول المحق بأن الديموقراطية لا تُفرَض من فوق يطرح المشكلة أكثر مما يحلّها: إذ هل ظهرت تعبيرات جلية لدينا عن طلب الديموقراطية من تحت؟ إقرأ المزيد