تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: دار ومكتبة الهلال
نبذة نيل وفرات:هذا كتاب فتوح البلدان، لمؤلفه المؤرخ، الرحالة، أحمد بن يحيى بن جابر بن داوود البلاذري ويظهر أنه مختصر عن كتاب أطول منه، سماه "كتاب البلدان الكبير" ولك يكمله.
ويتحدث هذا الكتاب عن أخبار الفتوح الإسلامية بلداً بلداً من أيام النبي صلى الله عليه وسلم. كما يضم فضلاً عن الفتوح أبحاثاً ...عمرانية وسياسية لم يتطرق إليها أي من كتب التاريخ: كأحكام الخراج، والعطاء، وأمر الخاتم، والنقود، وغيرها...
ويعتبر هذا الكتاب من أجمع كتب الفتوح وأصحها، وقد طبع عدة طبعات منها: طبعة ليدن عام 1870م بعناية المستشرق "دي غويه". والطبعة العربية عام 1901م طبع مصر.
والمؤلف هو المؤرخ، النسابة، الرحالة، الرواية الثقة، المحدث، الأديب، الشاعر أبو الحسن أحمد بن يحيى بن جابر بن داوود المعروف بالبلاذري.
ولد في أواخر القرن الثاني للهجرة، نشأ في بغداد، ووقف حياته على العلم والأدب والمعرفة، وجاب البلدان وطوف في أنحاء المعمورة باحثاً ومنقباً ودارساً.
نشأ البلاذري في بغداد، وتقرب من المتوكل، والمستعين، والمعتز وكانت بغداد في هذا العصر منهلاً دفقاً من مناهل العلم والمعرفة، يرتادها طلبة العلم من مختلف أنحاء العالم الإسلامي، ويستقر في كنفها العلماء والشعراء والأدباء والفقهاء، ينشرون المعرفة والفقه والأدب.
وقد تلقى البلاذري العلم على جمهرة من علماء هذا العصر. وبعد أن شب البلاذري عن الطوق، وغرف بشغف من رحيق العلم، وتضع من معين العلم والعلماء في بغداد، تاقت نفسه للقيام برحلة إلى الشرق لزيادة علمه ومعارفه وثقافته. فكانت رحلته التي انطلق بها مغادراً بغداد بإيمان عميق فاتجة إلى حلب، ودمشق، وحمص، والعراق، ومنبج، وأنطاكيه والثغور. وزار جميع المدن الواقعة شمال الشام، ثم تحول منها إلى بلاد ما بين النهرين وساح تكريب، فكان يجمع خلال رحلته هذه الروايات التي حفظها الخلف عن السلف ويقارنها بما حفظه عن علماء بغداد.
وتعتبر رحلة البلاذري الإنجاز الكبير في حياته الأدبية والعلمية الحافلة وهي من أسباب نبوغه في العلم.
اهتم البلاذري اهتماماً كبيراً بالكتابة والتصنيف وانصرف بعقل نابغ وجهد مجد بلا كلل ولا خمول، وورد من مناهل العلوم فسطر ببراعة ما خلد ذكره ووضعه في مصاف الخالدين برغمه خاتمة المؤرخين. وقد وضع عدة مؤلفات منها: 1-فتوح البلدان الكبير أو "كتاب البلدان الكبير" وهو لم يتم. 2-فتوح البلدان أو "كتاب البلدان الصغير" وهو هذا الكتاب الذي قال فيه المستشرق "دي غويه": اشتغل البلاذري منذ نعومة إظفاره بتأليف كتاب جامع لتاريخ الدول الإسلامية، أتى فيه على الحقائق التاريخية دون أن يغضب خليفة وقته...".
ومما يلفت النظر في كتاب البلاذري الحقائق التاريخية الهامة الدقيقة التي أوردها، والتي يتعذر العثور عليها في كتاب آخر، خاصة ما يتعلق منها بوصف المدن القديمة التي اندثرت، ولم يبق من معالمها إلا الأطلال البالية، ورغم ذلك فقد اتصل بمن عاصر تلك المدن أثناء مجدها وحضارتها وأخذ عنهم كل ما يعرفونه عن تلك الأطلال.
أما معلوماته الدقيقة التي أوردها عن تاريخ الإقليم والأمصار والدساكر التي فتحها العرب فقد جاءت موجزة مفيدة صادقة، باعتبار كتابه موجزاً عن الكتاب الكبير الذي كان ينوي تأليفه قبل أن يتوفاه الله.
وهنا لا بد لنا من الإشارة إلى أن البلاذري رغم أنه نشأ في كنف خلفاء الدولة العباسية، واستفاد من خيراتهم، واختص به بعض الخلفاء، كالمتوكل، والمستعين، الذين كانت لهما عليه الأيادي البيضاء لما يقدماه له من مساعدات مادية، ومعنوية، فقد حرص في مؤلفه على إيراد الحقائق المجردة دون أن يعمد كغيره من المؤرخين إلى النفاق والمدح. إقرأ المزيد