تاريخ النشر: 01/01/1987
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
نبذة نيل وفرات:"شيطان الخير" هي إحدى سلسلة الروايات العالمية التي نُقلت إلى العربية والتي كتبها الأديب الفرنسي "هنري دي مونترلان" الأرستقراطي النشأة والذي عُرف بأناقة في التفكير وفي التعبير معاً. وقد صدرت هذه السلسلة المؤلفة من خمسة حلقات متماسكة ومتلاحقة، وهي: "الصبايا" ، "رأفة بالنساء" ، , "شيطان الخير"، و "المجذومات"، ...وأخيراً "الملكة الميتة". ففتحت هذه السلسلة للروائي أبواب الأكاديمية الفرنسية، فدخلها واعتبر من الأدباء العالميين.
في "شيطان الخير" يدور موضوعه حول الزواج حتى اعتبره النقاد مؤلف ضد الزواج ومن خلال شخصية "كوستا" الوهمية والتي اعتبرها الروائي رفيقته وهي على طراز شيطان الشاعر في اعتقاد عرب الجاهلية، وشيطان فاوست في رواية غوتة الشهيرة. فـ "كوستا" برأي الكاتب رجل فن، لا يجوز له الزواج، أي أن روايته هذه موجهة ضد زواج أرباب الفن فهو برأي مونترلان – الزواج – لا يوافق أرباب الفن فيقول "يبدو من الوجهة المبدئية أن الزواج لا يوافق أرباب الفن، لكن كثيرين منهم، ولا ريب، وجدوا فيه راحتهم. لكن هذا تصعب معرفته، لأن جميع الناس يكذبون عندما يتحدثون عن الزواج ...".
وهكذا تبدو روايات "مونترلان" واقعية، موضوعية، لا يفوتها شيء من الصراحة، غلّفها الكاتب بأسلوب سردي مشوّق للتفاصيل الحميمية، فإذا به يعرّي دون فسوق، ويحلل الخطيئة دون تبذل، ويتبسط في عرض المشاهد العاطفية دون أن يفسد أخلاق القارىء، ففي وصفه وتحليله، وسرده، نفحة أدبية تصرف الأذهان عن التفكير بمادية الموصوف، تتخللها نزعة علمية في أمانتها على إبراز الطبيعة البشرية خالية من اللبس والغموض، فقد اختار الكاتب شريحة من نساء المجتمع الفرنسي وتعمّق في درسها، وأشبعها درساً حتى بلغ قرارة الطبيعة البشرية، فنفذ منها برأي أو وجهة نظر تجسداً "لحقيقة الإنسانية" في كل زمان ومكان، حتى اعتبر النقاد أن هذا الشمول هو جوهر أدبه، والقيمة العليا التي جعلت مؤلفاته مؤلفاً وآخر الخط تسلم ذروة الخلود برأيهم. إقرأ المزيد