تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: عويدات للنشر والطباعة
نبذة نيل وفرات:الفضاء الروائي الذي يصطنعه الروائي الفورنسي أندريه مالرو لروايته " الوضع البشري " هو فضاء الثورة الصينية التي قادها الزعيم ماوتسي تونغ بين عشرينيات القرن الماضي وثلاثينياته على " تشان كاي تشيك " ، وتبدأ أحداث الرواية في 21 آذار من العام 1937م ، في شانغهاي ، ويبرز خلالها ...تحضير مجموعة من المقاتلين الشيوعيين انقلاباً على السلطة ، في مشهد يكلف فيه " تشين " الثائر بقتل مهرب أسلحة في منتصف الليل ، ليأخذ منه وثيقة تسمح لأصدقائه المناضلين بالإنقضاض على شحنة أسلحة ( مسدسات ) محفوظة في باخرة شان - تونغ ، وكان على تشن طعنه بدقة تامة تؤدي إلى موته ...
أما كيو زعيم الثوار فتبرز حياته العسكرية والعاطفية ، يواجه العدو ، ويواجه زوجته ماي التي خانته من خلال علاقتها بطبيب ، ومن خلاله تنطرح في الرواية مسألة الحرية الجنسية ، ويعرض الروائي الجانب العاطفي من الشخصية الإنسانية " التفتت إليه ودلته إلى الباب بإشارة من رأسها ؛ أما هو ، فبعد أن تفرس فيها ملياً ، أخذ رأسها بكلتا يديه وضمّه إلى صدره بلطف من غير أن يقبلها ، كما لو كان يضع في هذه الضمّة كل حنان وحبه الرجولة ... " هذا المسار الأفقي للأحداث ، يقدمه الروائي في خطاب روائي يتعدد رواته وشخصياته ، وهي شخصيات ثائرة على الوضع البشري ( السياسي والإجتماعي ) للفترة التي ترصدها الرواية ، فهي نوع من الأدب الذي يبرز أبطاله ومعنى حياتهم وانتماءاتهم وطموحاتهم إلى التغيير والثورة ، وقد زاد من أهميتها أنها أعطت البعد الذاتي أكثر أهمية .
من أجواء الرواية نقرأ :
أخذ يدها بيده وقال :
إنك تعرفين هذه العبارة : " يلزم تسعة أشهر لكي يُصنع إنسان ، ويكفي يوم لكي يُقتل " . لقد عرفنا ، كلانا ، هذه الحقيقة على قدر ما هو ممكن أن تُعرّف .. اصغ إلي ، يا ماي ، هذه الحقيقة على قدر ما هو ممكن أن تُعرف .. إصغي إلي ، يا ماي : لا يلزم تسعة اشهر ، بل يلزم ستون عاماً لكي يُصنع إنسان ، ستون عاماً من التضحيات ، ومن الإرادة ، ومن .. كل شيء ! وحينما يكتمل هذا الإنسان ، حينما لا يبقى فيه شيء من الطفولة ، ولا من المراهقة ، حينما يصبح إنسانياً حقيقياً لا يعود يصلح إلا للموت ... " . إقرأ المزيد