تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: دار الرشيد
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:الدعاء هو منح العابدة، وقد أمر الحق تعالى به ووعد بالإجابة وتوعد من يستكبر عن الدعاء بدخول جهنم ذاخرا في قوله سبحانه "إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جنهم ذاخرين". والأصل في الدعاء الإخلاص لقوله تعالى "فادعوا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون". وإنما تكون درجات القرن والإجابة ...للدعاء بقدر درجات القرب للعبد من ربه.
ويلزم لذلك الشرط الأول وهو الإخلاص مع حضور القلب: ولقد بين الجيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: الضوابط والشروط لإجابة وقبول الدعاء منها وقله "أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة" ومنها: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد" ومن رحمة الله تعالى بخلقه أن رفع التكلفة والوساطة بينه وبين عباده. ويبين أنه قريب يجيب فقال سبحانه: "إذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" وقد اشترط سبحانه التقوى للقبول في كل شيء بقوله: "إنما يتقبل الله من المتقين".
والدعاء بشكل عام هوة لمن أنفع الدواء لدفع الداء وإزالة البلاد، والأذكار والآيات والأدعية التي يستشفي بها ويرقي بها هي من نفسها نافعة شافية، ولكن تستدعي قبول المحل وهمة الفاعل وتأثيره. أي درجة القرب التي تستلزم الإخلاص وصلاح العمل لقوله تعالى: "إليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه" فإذا تأخر الشفاء كان لضعف تأثير الفاعل، أي درجة البعد بين العبد وربه، أو عدم قبول المحل وهو عدم حضور القلب، أو لمانع قوي فيه يمنع نجاح الدواء.
كما هو الحال في الأدوية الحسية فإننا نجد جسماً يرفض بطبيعته نوعاً ما من الدواء، فإن توافق الدواء مع طبيعة الداء كان انتفاع البدن وتم الشفاء، وكذلك القلب إذا أخذ الرقاء والتعاويذ بقبول تام وكان للراقي قوة مؤثرة وفعالة في إزالة الداء. وكذلك الدعاء فإنه من أقوى للأسباب في دفع المكروه وحصول المطلوب. ويلزم لذلك صدق الاعتقاد وقوة اليقين التي أثبتها الحق تعالى على لسان خليله إبراهيم عليه السلام بقوله سبحانه: "وإذا مرضت فهو يشفين".
في هذا الإطار العام يأتي كتاب "محمد محمود عبد الله" مدرس علوم القرآن بالأزهر ليقدم للقارئ المسلم خلاصة أبحاثه في موضوع الشفاء بالدعاء وذلك في محاولة منه لتبيان تأثير الدعاء وفضله في شفاء المؤمن الصادق التوجه لله تعالى، كما وليقدم له ثمرات لها تأثير الدعاء وبعض الأدعية والأذكار التي إذا ما قالها العبد بتوسل لله تعالى حصل على مبتغاه وشفي من علله، وطرد الشيطان من جسمه، ورفع عنه جميع الأمراض مهما عظمت، كما وطرح في الكتاب آداب قبول الدعاء وآداب الدعاء وفضل التوسل بالقرآن، وقدرته على إذهاب الهم والحزن والكآبة، وعلاج صيبة العين، وذهاب الأرق، وشفاء اللدغة، وشفاء الجنون... إقرأ المزيد