جامع الأصول في أحاديث الرسول (مع الفهارس الشاملة)
(0)    
المرتبة: 201,346
الناشر: دار إحياء التراث العربي
نبذة نيل وفرات:السنة النبوية هي الأصل الثاني من أصول الأحكام الشرعية التي أجمع المسلمون على اعتبارها أصلاً قائماً بذاته، فهي والقرآن متلازمان، لا ينفك أحدهما عن الآخر، فالقرآن كلي هذه الشريعة، والرسول صلى الله عليه وسلم مبين بسنته لجزئياتها. فما ورد في القرآن من الآيات مجملاً أو مطلقاً أو عاماً، فإن ...السنة النبوية، القولية منها أو الفعلية تقوم ببيانها، فتقيد مطلقها، وتخصص عامها، وتفسر مجملها، ولذا كان أثرها عظيماً في إظهار المراد من الكتاب، وفي إزالة ما قد يقع في فهمه من خلال أو شبهة.
وقد تظاهرت الآيات في وجوب العمل بالسنة النبوية، والاعتماد عليها، والإذعان لها، وتحكيمها في كل شأن من شؤون حياتنا. قال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا)، وقال (من يطع الرسول فقد أطاع الله).
وقد أنعم الله على هذه الأمة الإسلامية بأن قيض لها في القرون الأولى، نخبى ممتازة وصفوة مختارة ندبت أنفسها لخدمة السنة النبوية المطهرة ولم شتاتها، فالتقطوها من أفواه سامعيها، وجمعوها من صدور حامليها، فكان من أثر ذلك تدوين المؤلفات الضخمة العديدة التي ضمت فيها تراث نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
والكتاب الذي نقدمه وهو أحد تلك المؤلفات العظيمة تأليف الإمام أبي السعادات محمد بن عبد الواحد الشيباني لجزري، ثم الموصلي المعروف بابن الأثير من رجال القرن السادس الهجري.
قد عمد فيه المؤلف إلى الأحاديث التي وعتها الأصول الستة المعتمدة عند الفقهاء والمحدثين: الموطأ، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، التي حوت معظم ما صح عن النبي الكريم فجمعها وأدمجها كلها في مؤلف واحد بعد أن رتبها وهذبها وذلل صعابها، وقرب نفعها، وافتتحه بمقدمة ضافية فصل فيها الطريقة التي اتبعها في تصنيف الكتاب، وذكر جل قواعد مصطلح الحديث التي تمس الحاجة إلى معرفتها، وختمها بتراجم الأئمة الذين جمع كتبهم في تأليفه هذا، فجاء فذاً في بابه، لم ينسج أحد على منواله، فكل من يقتنيه عن الأصول الستة يغنيه. إقرأ المزيد