تاريخ النشر: 01/01/2015
الناشر: دار عمار للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:انفرد القرآن بدقة عبارته وأحكام بنيانه وعلو لغته وسموها عن لغة البشر التي لا تخلو من النقص ولا ترقي إلى مرتبة الإعجاز. ولقد بين الحق سبحانه وتعالى هذا إذ تحدى العرب وهم أمة الشعر والبيان أن يأتوا بسورة من مثله، وقامت الحجة عليهم، إذ أدركوا منذ الوهلة الأولى أن ...ليس بمقدورهم ذلك وأن القرآن ليس من كلام البشر فأخذتهم العزة بالإثم وقالوا أنه لسحر وقد أرادوا من وراء ذلك أن يحولوا بين القرآن وبين أن يصل إلى إسماع الناس ويأسر قلوبهم.
والتعبير القرآني كما يرى مؤلف الكتاب الدكتور فاضل السامرائي "تعبير فني مقصود، كل لفظة بل كل حرف فيه وضع وضعاً فنياً مقصوداً. ولم تراع في هذا الوضع الآية وحدها ولا السورة وحدها بل روعي في هذا الوضع التعبير القرآني كله". وهو في غاية البلاغة والإعجاز والإحكام في الفن والعلو في الصنعة.
والدكتور فاضل السامرائي بما حباه الله من حب للقرآن وسعة الأفق وطول باع في الدراسات اللغوية ينبري لدراسة النص القرآني مبيناً مكامن البلاغة والإعجاز موازناً بين الآيات من حيث التشابه والاختلاف في التعبير والتقدم والتأخير والإثبات والحذف مبيناً مقاصد الحق ودلالات التعبير وهو يعرض كل ذلك بلغته مبنية دقيقة تقرب المعنى من الأفهام وتفصح عن غاياته بأحكام وقد بين أن ألفاظ القرآن لم توضع عبثاً ولا من غير حساب بل هناك نظام دقيق وبنيان محكم ينظمها جميعاً فلقد وردت كلمة (الدنيا) في القرآن الكريم بنفس عدد مرات ورود كلمة (الآخرة) 115 مرة، كما أن لفظ (الشهر) تكرر 12مرة بعدد شهور السنة، وإن لفظ (اليوم) تكرر 365 مرة بعدد أيام السنة. وإن لفظ (الأيام) تكرر 30مرة بعدد أيام الشهر.
فالقرآن له خصوصيات في استعمال الألفاظ، وقد حض الكثير من الألفاظ باستعمالات خاصة به يهدف إيضاح مقاصد خاصته بالتعبير القرآني. ناهيك عن الاستعمال الرياضي الإحصائى للألفاظ. أما من حيث التصوير الفني والتنظيم فلا أحد يشك في دقة تصويره وروعة نظمه وعذوبة وقعه على الأسماع والقلوب.
وقد ضم الكتاب مباحث عدة فبينت الصفحات الأولى متانة التعبير القرآني وبلاغته. ثم انتقل المؤلف إلى الحديث عن البنية في التعبير القرآني، التقديم والتأخير، والذكر والحذف، إضافة إلى مسألة التوكيد في القرآن الكريم، والتشابه والاختلاف وفواصل الآية. كما عرض لموضوع الحشد الغني في القصص القرآني. ثم اختار طرفاً من القصص القرآني لتوضيح ذلك فعرض لقصة آدم في سورتي البقرة ولأعراف وفي سورتي الأعراف و(ص) وقصة سيدنا موسى عليه السلام في السورة البقرة والأعراف، وفي الأعراف والشعراء، إضافة إلى تفسير سورة التين. إقرأ المزيد