عبد الله التل، بطل معركة القدس
(0)    
المرتبة: 50,110
تاريخ النشر: 01/01/2013
الناشر: دار الفرقان للنشر والتوزيع
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعتبر عبد الله التل من أبرز الشخصيات التي لعبت دوراً رئيسياً وتاريخياً في الحرب العربية-الإسرائيلية عام 1948 من خلال المعارك البطولية التي قادها ضد المستعمرات اليهودية قبل دخول الجيوش العربية إلى فلسطين في 15 مايو 1948، ثم دخوله على رأس الكتيبة السادسة مدينة القدس بأمرٍ ملكي خاص من الملك ...عبد الله ابن الحسين وتطهير المدينة القديمة من القوات اليهودية وحمايتها من الهجمات المتكررة لاحتلالها. ونتيجة للانتصارات التي حققها عبد الله التل في الميدان العسكري والسياسي خلال تلك الحرب، ولما تحلى به من كفاءة حربية عالية، وذكاء نافذ، وحنكة سياسية، وشجاعة بينة، وإيمان قوي، ووطنية راسخة... فقد برز اسم عبد الله التل ولمع في وقت قصير على الساحة الأردنية والعربية والدولية حتى أصبحت إنجازاته العسكرية وتصريحاته السياسية وصوره الشخصية تتصدر الصفحات الأولى وبعناوين بارزة متواترة في الصحافة العربية والعالمية واستحق لقب "بطل معركة القدس" من الأوساط الرسمية والشعبية.
كما استطاع عبد الله التل من خلال إنجازاته وشخصيته المتميزة أن يَنْفذ غلى قلب الملك عبد الله بن الحسين بشكل لم يسبق إليه أحد من قبل، وحصل منه على أربع ترقيات في أقل من ست سنوات. ومع أن عبد الله التل قد أرضى الضمير وأدى الواجب العسكري والسياسي المنوط به في الموقع الذي احتله من ملحمة الصراع في الحرب العربية-الإسرائيلية لعام 1948 إلا أن النتائج العامة للحرب قد تركت طابعها في تفكيره واتجاهاته في المستقبل. وهكذا النفوس الكبيرة يخيل إليها أنها ليست مسؤولة عن دورها وحده، ولكن عن أدوار الناس جميعاً في الساحة الواسعة. ويمكن أن نتصور عمق الصدمة الهائلة على أمثال تلك النفوس الكبيرة، التي اقتحمت المعركة، وهدفها الحيلولة دون وقوع المأساة. ولم يشفع لهم عند أنفسهم أنهم حاولوا جهوداً فائقة مضنية، كل في موقعه من خط القتال الواسع، لأن جزءاً كبيراً من فلسطين قد ضاع وقامت على أشلائه إسرائيل.
إن هذا المناخ النفسي القاتل هو الذي كابده عبد الله التل كغيره من الشباب العربي عقب كارثة 1948 وهو الذي يفسر لنا أكثر تصرفاته في الفترة المباشرة بعد ذلك التاريخ. وبعد أن استقال عبد الله التل من عمله متصرفاً للواء القدس هاجر إلى مصر وأمضى فيها ستة عشر عاماً لاجئاً سياسياً يعمل بل جد وإخلاص على إبلاغ رسالته في الحياة للعرب والمسلمين. ولذلك نراه يقضي فترة المهجر قارئاً وكاتباً ومحاضراً، لا يترك فرصة تمرّ دون أن ينبه للخطر ويقرع ناقوس النذير. وكان لتلك الفترة فضل لا ينكر على المكتبة العربية، فخرج علينا بكتبه القيمة في هذا الباب، التي تكشف جهوداً مضنية في الدراسة والمقارنة، إلى جانب مواهب القيادة العسكرية.
كان عبد الله التل لا يَمل التردد على المكتبات والمؤسسات العلمية، يلتهم عشرات المجلدات، يتحرى عما خفي عليه منها، ويقضي الساعات الطوال يجالس العلماء والمختصين، وموضوعه المفضل في البحث والدراسة هو الخطر اليهودي في القديم والحديث ويشارك بدمه وماله وقلمه في دعم حركات التحرر في العالم العربي والإسلامي.
وقد عاد عبد الله التل إلى الأردن بعد أن أصدر جلالة الملك الحسين المعظم قانون العفو العام يوم 4 أبريل 1965 ليعيش بين أهله وذويه. وخلال السنوات الثماني الأخيرة من عمره، وهي السنوات التي أمضاها في الأردن، أخذ يعمل بنشاط في مجالات الدعوة الإسلامية، وأصبح عضواً بارزاً في المؤتمر الإسلامي العام. وقد أعيد إلى خدمة الدولة محافظاً في وزارة الداخلية في أول تشرين الثاني 1970 وحتى 9 كانون الأول 1971 حيث أصدرت الإدارة الملكية بتعيينه عضواً في مجلس الأعيان في 10 كانون الأول 1971 حتى 31 آذار 1972، ثم انتقل إلى الرفيق الأعلى صباح يوم الاثنين 13 آب 1973.
وبعد أن مرّ على الحرب العربية-الإسرائيلية لعام 1948 ما يقارب خمسين سنة، فقد رأى المؤلف إعداد هذا البحث بصورة تحاول الإجابة عن الأسئلة التالية: 1-كيف نشأ عبد الله التل؟ 2-ما هي الأ‘مال الحربية والسياسية التي قام بها عبد الله التل خلال الحرب العربية-الإسرائيلية لعام 1948 وجعلت منه بطلاً قومياً استحق لقب "بطل معركة القدس"؟ 3-ما هو دور عبد الله التل في مفاوضات الهدنة الأردنية-الإسرائيلية عام 1949؟ 4-كيف كانت علاقة عبد الله التل مع الطوائف المسيحية المختلفة في القدس؟ 5-ماذا قالت الوثائق البريطانية والأمريكية والإسرائيلية عن معركة القدس والمفاوضات الأردنية-الإسرائيلية؟ 6-ما هي أبرز نشاطات عبد الله التل السياسية والعسكرية والأدبية التي قام بها خلال إقامته لاجئاً سياسياً في مصر ستة عشر عاماً؟ 7-ما هو دور عبد الله التل في التوفيق بين اللاجئين السياسيين الأردنيين في كل من مصر وسورية؟ 8-ماذا قال أصدقاء عبد الله التل وأعداؤه عنه؟ 9-ما هي خطة عبد الله التل لإعادة بناء الأمة العربية؟
وقد رأى الباحث أن يكون ترتيب مادة البحث على النحو التالي: الباب الأول؛ ويشمل تسعة فصول تتحدث عن دور عبد الله التل في الحرب العربية-الإسرائيلية قبل 15/5/1948 ودوره في معركة القدس عام 1948. ويشمل الباب الثاني ثمانية فصول تتحدث عمّا تمّ خلال الهدنة الأولى ومرحلة الحرب الثانية كما يراها عبد الله التل. ويشمل الباب الثالث سبعة فصول تتحدث عن مرحلة الهدنة الثانية وما بعدها كما يراها عبد الله التل. ويشمل الباب الرابع ثمانية فصول تتحدث عن المفاوضات الأردنية-الإسرائيلية لتوقيع اتفاقية الهدنة كما يراها عبد الله التل وكما تراها إسرائيل. ويشمل الباب الخامس سبعة فصول تتحدث عن نشاط عبد الله السياسي والثقافي والاجتماعي أثناء إقامته لاجئاً سياسياً في مصر ستة عشر عاماً. ويشمل الباب السادس ستة فصول تتحدث عن نشاط عبد الله التل مع الأردنيين، وصدور العفو العام وعودته إلى الأردن وتقييم شخصيته من كافة جوانبها. وينتهي البحث بخاتمة تتضمن أبرز ما ورد في هذا البحث عن عبد الله التل والحرب العربية-الإسرائيلية لعام 1948.
أما مصادر البحث فقد كان منها ما هو كثير ومتوافر ومنها ما هو قليل ونادر. ومن هنا اتكأ هذا البحث على مذكرات عبد الله التل "كارثة فلسطين" واتخذها مصدراً أساسياً ومباشراً لتدوين المعلومات التي وردت في الفصول الثلاثين الأولى. كما اتكأ هذا البحث على "يوميات عبد الله التل" غير المنشورة في تدوين المعلومات التي وردت في فصول البابين الخامس والسادس. إقرأ المزيد