تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
نبذة نيل وفرات:مؤلف هذا الكتاب هو جمال الدين عبد الله بن يوسف بن أحمد بن عبد الله بن هشام الأنصاري، المولود سنة (708هـ/1308م) في مصر. قيل إنه تتلمذ على أبي حيان الغرناطي وسمع منه ديوان زهير بن أبي سلمى، ثم انصرف عنه. وتلقى بعض المعارف والعلوم عن الشهاب عبد اللطيف بن ...المرحَّل وابن السراج والتاجين التبريزي والفاكهاني. أظهر في مقتبل حياته ولوعاً في العربية لغة ونحواً، حتى رأى بعض المؤرخين أنه قد انفرد في مؤلفاته اللغوية النحوية بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة.
وسوف يرى القارئ مقادير هذه المبالغات وأمثالها، في سياق ما أشار إليه المحقق من أمور ومسائل. وابن هشام في مجمل منهجه النحوي ينضوي تحت لواء البصريين، الذين كانت لهم مواقف متعاندة في المسائل النحوية، مع مدرسة أخرى نشأت في مدينة عسكرية أخرى هي الكوفة. وقد حاول ابن هشام في أكثر المواضع الخلافية النحوية أن يظهر خطأ المخالفين، دون الإشارة إلى إمكانية الاختلاف بردّه إلى طبيعة اللغة نفسها. إلى جانب ذلك كان ابن هشام اللغوي النحوي يترخص غير قليل في الاستخدام اللغوي والتعبير، ومبعث تأثره هذا البدو وغيرهم الذين خالطهم وأخذ عنهم اللغة.
ولأهمية هذا الكتاب "قطر الندى وبل الصدى" تناوله علماء اللغة الأوائل بالدرس والشرح، وهذا شرح من الشروح التي تمّ الاعتناء بها دراسة وتحقيقاً، حيث تمّ فيها استدراك الأخطاء في الشكل (مما يبطل المعنى معه فرصة الاستشهاد) كما تمّ فيه تجريد الكتاب من كتاب ثاني جاء وصفه في الهوامش، فجعل ثلاثة كتب في واحد: قطر الندى، وشرحه، وشرح الشرح. بالإضافة إلى ذلك عمد المحقق إلى اختصار الاستطرادات اللغوية التي كانت في هوامشه المثقلة، والتي هي على قدر كبير من البساطة، كما تمّ وضع أسماء الشعراء في فهرس الشواهد، إلى جانب أماكن ورودها في بعض كتب النحو الأخرى، لتسهل العودة إليها والمقاربة بينها، حيث ذكر الشاهد الشعري، ثم قائله، والذين استشهدوا به، ومواضع ذلك من كتبهم. كما تمت إضافة عناوين للدلالة والإيضاح في متن الكتاب لم تكن موجودة في الأصل. إقرأ المزيد