كتاب الملاحن: معجم تراثي في الدلالات غير الشائعة للألفاظ، عربي - عربي
(0)    
المرتبة: 27,634
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: مكتبة لبنان ناشرون
نبذة نيل وفرات:يعد ابن دريد من أبرز اللغويين مصنفي المعجمات، ومن ألمع الرواة والأدباء، وقد خلف معلماً ضخماً من معالم اللغة هو كتاب جمهرة اللغة وتراثاً أدبياً رائعاً تحلى فيما رواه أخبار وأشعار وروي عنه. وكان من آثاره كتاب صغير في حجمه، كبير في قيمته منفرد في مكانته.
هو كتاب الملاحن ...ومصطلح الملاحن بعني في هذا المعجم الانزياح في استعمال لفظ معين عن الدلالة الشائعة بين الناس، إلى دلالة معجمية أخرى لهذا اللفظ نفسيه، لا يعرفها السامع، ولا يدرك معناها إلا بعد مراجعة المعجمات أو بعد أن تفسر له، فكأنها لغز من الألغاز، وذلك لأن اللفظ ضمن التركيب المستعمل يحتمل معنيين أو أكثر، أحدهما قريب وهو غير مقصود، والآخر بعيد وهو المقصود. أي أن ابن دريد استخدم ظاهرة المشترك اللفظي وستفاد منها وأقام عليها كتابة.
وابن دريد لم يكن مبتدع هذا الفن، لأن أصوله أقدم من ابن دريد، أنهت ترمي إلى العصر الجاهلي كما حدثنا ابن دريد نفسه في مقدمته للملاحن، وقيمة ما عمله ابن دريد أنه سبق الاتساع والتصنيف في هذا الفن وسار على خطاه من تبعه فقد صنف من معاصريه منواله المفجع البصري (ت:327هـ) كتاب المنقذ من الإيمان وبالعودة لمضمون كتاب الملاحن نجد أن ابن دريد قد اهتم بالتقديم لكتابه بمقدمة وجيزة بين فيها سبب تأليفه الكتاب فزعم أنه ألفه ليفزع إليه المجبر المضطهد على حلف اليمين، فينجو من جنف الظلم وحيفه، أي إنه قدم سبباً دينياً شرعيا لتأليفه.
ولكن السبب الحقيقى الكامن خلف تأليفه لهذا المعجم هو هدف تعليمي، الغرض منه الرياضة اللغوية وحفظ المزيد من مفردات اللغة، وحفظ المعاني المعجمية الأخرى لكثير من الألفاظ المشهورة بمعنى واحد بين الناس فالصقر مثلاً معروف في أيامنا هذه وأيامه تلك بأنه ذلك الطائر الجارح ذو المنقار الأعوج... ولا ينصرف ذهن أحدنا إلى سواه، لكن ابن دريد يستخدمه بمعنى اللبن الحامض... وهكذا راح ابن دريد ينشئ جملة وراء جملة من أسلوب القسم وفي كل جملة كلمة لها معنى قريب غير مقصود وإنما المقصود معناها البعيد على حد ما هو معروفي في الثورية. وقد استقام لابن دريد أن ينشأ (185) جملة حسب هذه الطبعة، وكان يتبع كل عبارة بذكر المعنى المراد من الكلمة، وهو المعنى الذي لا يتبادر إلى الذهن، ويورد الشواهد الشعرية في مواضيع وغالباً لا ينسبها إلى أصحابها.
وقد ذكر دريد في مقدمته معاني كلمة اللحن المختلفة بحسب سياقها وبين أنها يراد بها أحياناً الغلط والخروج عن القواعد والأصول، ويراد بها في سياق آخر الفحوى والمقصد، كما قد يراد بها الفطنة وبالنظر لما لهذا الكتاب ومصنفه من مكانة بارزة فقد اهتم القدماء بالنسيج على منواله ورواه كثيرون، ولخصه آخرون، أما المحدثون فقد اهتموا به تحقيقاً ونشراً ودراسة. وتبرز أهمية هذا الطبعة التي بين أيدينا من الكتاب أنها جاءت محققة ومصححة على عدة نسخ وطبعات للكتاب وحتى تخرج كاملة عمد المحقق إلى الاهتمام بما يلي: أولاً: دلل على الفروق بين النسخ وقام بمقارنة موادها مادة مادة على ما ذكر ابن دريد في "الجمهرة" ثم قارن ما ورد في الملاحن بما ورد في "لسان العرب" لابن منظور (630-711هـ/1292-1311م) فأتى الملاحن موثقاً بعرضه على معجمين.
ثانياً: خرج الشواهد الشعرية، وزود تحقيقه بتعليقات وشروح، وذيله بفهارس للآيات القرآنية والأحاديث النبوية واللغة والشعر والإعلام والأقوام والجماعات والبلدان والمواضع، تيسيراً لتداوله وتقريباً لاستيعابه، وتوفيراً لأهم قواعد تحقيق النصوص، بالمعنى العلمي الدقيق لعلم التحقيق. إقرأ المزيد