وصية الموفق بن قدامة المقدسي
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: مكتبة مهرات للعلوم
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:هذه الوصية مما صنفه الإمام الموفق في الوعظ والإرشاد, كتبها لبعض إخوانه, لتكون له عوناً في حياته, وزاداً في آخرته, يستبصر فيها أحواله في الدنيا, فيترك ما لا يجدي ولا ينفع, ويقبل على ما ينجيه في الآخرة, ليفوز برضوان الله ومغفرته ورحمته.
وينبه ذلك الذي طلب منه هذه الوصية إلى ...أهم ما في هذه الحياة وأثمنه, وهو الوقت. فضياعه ضياع للدنيا والآخرة, واغتنامه بحق فوز في الدنيا والآخرة. وما دامت الحياة محدودة فلا بد من المسارعة إلى اغتنام الوقت, وإشغاله بالعبادة والتقى والعمل الصالح الذي يعود بالخير عليه وعلى الناس جميعاً. ولا بد في ذلك من الصبر على الطاعات, والصبر على مخالطة الناس ومعاملتهم. وعليه أن يلزم الدعاء واستغفار وقراءة القرآن والإقبال على العلم والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والإصلاح بين الناس. كما عليه أن يحترز من مفسدات الأعمال كالرياء والعجب وتحقير المسلم ومخالفة السنة قولاً وفعلاً وعقلاً.
وينبه إلى أن الله مطلع عليه، وإذا عصاه عصاه بنعمته. ويدعوه بالمبادرة إلى التوبة والاستغفار والندم والبكاء على الخطيئة مهما كان شأنها، لأنها معصية لله تعالى، ويذكره بخطر الأمانة التي حملها الإنسان، وأبت السموات والأرض والجبال حملها، وأشفقت منها.
ويصف له النار وعذابها، وخوف السابقين منها، ليعتبر ويرتدع.
ثم يرغبه بحسن الخلق، ووصل الرجم، والصلاة على مواقيتها، وير الوالدين، والجهاد والحب في الله والبغض في الله والصبر، ويؤكد على أهمية الدعاء، لأنه ملاك الأمر كله، والأمر كله بيد الله.
ثم يرغبه بالورع واجتناب الشبهات، وبقيام الليل، والتضرع إلى الله فيه. أما إذا كانت له حاجة فليسأل الله وحده قضاءها، وليكون موقناً بإجابته مسألته، وواثقاً من قدرته، جل جلاله، فإنه سامع قريب مجيب.
وإذا توجه إلى الله، جل وعلا، فعليه أن يتوجه إليه بنبي الرحمة، محمد صلى الله عليه وسلم، وحتى يقضي حاجته.
ويؤكد على الاستخارة، ويذكره بصلاتها ودعائها، حتى يقدر له الخير ويبارك له فيه، ويرضيه به، ويصرف عنه الشر حيث كان.
ولعل أهم ما يوصيه به التقرب إلى الله الكريم، وطلب فضله العظيم، والاجتهاد في الدخول في أوليائه.
ثم يؤكد له أحوال الدنيا، وقصر الحياة فيها، ويدعوه لاغتنام ذلك قبل الفوات، والبكاء على التفريط، والتيقظ في الأسحار، والإقرار بالذنب والندم عليه والتوبة منه. إقرأ المزيد