عبد الرحمن حبنكة الميداني ؛ العالم - المفكر - المفسر
(0)    
المرتبة: 84,676
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:عبد الرحمن حبنكة الميداني، العالم المفكر المفسّر، ابن العالم الفذّ الصامد، المربي والموجّه للأجيال، وحامل لواء الدعوة في دمشق الشام إنطلاقاً من قريته في حيّ الميدان إلى كافة أحيائها، والقرى المحيطة بها؛ بل والمحافظات السورية الأخرى.
المجاهد بنفسه وخطبه التاريخية وعلمه وماله، والرافع لراية الإسلام بعزٍّ وثبات، والمعروف بمواقفه الجريئة ...الصامدة ضدّ الإستعمار الإفرنسي، وضدّ جميع قوى الشرّ والغي والإلحاد، وهو في الوقت نفسه عضو المجلس التأسيسي لرابطة العالم الإسلامي...
الشيخ حسن حبنكة الشهير بالميداني، فلا عجب أن يكون الابن عبد الرحمن الميداني... عالماً ومفكراً ومفسّراً، فقد نشأ في بيت علم ودعوة تحيط به ظروف قلما تتيسر لغيره من رجالات هذا القرن، فهو العلم والدعوة بدءاً من نشأته الأولى، منذ ما ينوف عن ستين عاماً توأمان لا يفترقان.
فقد كان لوالده، كما يذكر، الذي كان بعدّه خليفةً له، فضل تربيته وتأديبه وتعليمه علوم الإسلام، وانتظامه في سلك طلاب علوم الشريعة الإسلامية في مدرسته الشرعية التي أسسها وربّى طلابها وعلّمهم بنفسه حتى آتت أكلها طيبةً مباركة.
بدأ الشيخ عبد الرحمن حبنكة يعلم منذ كان عمره خمس عشرة سنة في معهد والده، أثناء دراسته فيه، ثم لمّا تخرّج من هذا المعهد عام 1367هـ / 1947م، أُسند إليه تدريس موادّ مختلفة فيه، منها علوم الفقه والأصول والتوحيد والمنطق والبلاغة، وغيرها من العلوم الشرعية والعربية والعقلية التي كان قد تمّرس بها في المعهد طالباً وأستاذاً حتى سنة 1370هـ إذ انتسب إلى كلية الشريعة في الأزهر الشريف حتى حاز على (الشهادة العالية) من الكلية المذكورة، وهي تعادل (ليسانس في الشريعة)، ثم حاز على (شهادة العالمية مع إجازة في التدريس)، وهي تعادل (ماجيستير في التربية وعلم النفس).
وبعد تخرجه من الأزهر الشريف صار أستاذاً في ثانويات دمشق الشرعية والعامة، مع قيامه بالعمل الإداري، بالإضافة إلى قيامه بالتدريس في معهد والده، ومما أسند إليه من الأعمال الإدارية (مديرية التعليم الشرعي) التابعة لوزارة الأوقاف، فكان في إدارته رشيداً عاملاً دَوَاماً، ومنجزاً في أعماله بصمت، مكّنه من أن يحقق خدمات للإسلام والمسلمين.
حقق إنجازات منها: تأسيس عدد من المدارس الشرعية في بعض المحافظات السورية، مع تأسيس ثانويتين شرعيتين للإنسان في دمشق وحلب لأول مرة، ثم أصبح عضواً من أعضاء هيئة البحوث في وزارة التربية والتعليم في سورية، وبقي إلى أن انتقل إلى العمل في المملكة العربية السعودية، وعمل أستاذاً في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في الرياض لمدة سنتين، ثم انتقل عمله إلى مكة المكرمة، فعمل أستاذاً في جامعة أم القرى قراية ثلاثين عاماً...
لقد كان العلم بالنسبة إلى الشيخ عبد الرحمن حبنكة غذاء روحه، ومعين وجدانه، ينام معه ويصحو عليه، فكان لا يُرى إلا قارئاً أو كاتباً، متعلماً أو معلّماً، متحدثاً أو مناقشاً، فإذا كان خارج نطاق البحث العلمي الجادّ، التفت إلى الشعر والأدب عامة، وأدب المجالس خاصة، فالوقت عنده أثمن من أن يضيّعه بتوافه الأمور، وإنما هو أمانة وثروة، يجب أن يستفيد ويقيد منها، ونبراسه في ذلك قول الله عزّ وجلّ (فإذا فرغت فانصب، وإلى ربك فارغب).
وقد أكسبه ذلك خلق الصبر والدأب على العلم والعمل المتواصل، الأمر الذي دفعه نحو مطالعات كثيرة، متنوعة، زوّدته بثروة علمية غزيرة، وخبرة رفيعة المستوى ومتنوعة الإتجاهات، جعلته ينطلق في كتاباته ومحاضراته في أجواء ذات أسس علمية معرفية راسخة واسعة متعددة شاملة، ساعدته على التنوع في إبداعه العلمي في مواضيع شتى، استطاع أن يخوض غمار بعضها خوض رائدٍ مبدع، جعل الكثيرين يتساءلون: "أنّى للشيخ عبد الرحمن هذا البحر الزاخر من العلوم المتنوعة في مؤلفاته الشرعية والأدبية والتاريخية، المتعلقة بالحضارة الإسلامية، والفلسفة والمذاهب الفكرية والغزو الفكري، بالإضافة إلى عمله أستاذاً في الجامعة، وأحاديثه الإذاعية المستمرة، ونشاطه الدعوي، ومحاضراته وإشرافه بنفسه على تربية ورعاية أفراد أسرته!؟"...
وبعد هذا كله... فالشيخ عبد الرحمن حبنّكة الميداني مدرسة خاصة قائمة بذاتها في علمه ومنهجه... تأليفاً ومنحىً... ابتكاراً واستنباطاً وتحليلاً وربطاً...
وما هذا الكتاب سوى وسيلة ليكون القارئ أقرب من فكر ومنهج الشيخ عبد الرحمن حبنّكة، حاولت من خلاله المؤلفة، وهي زوجته، تكريس ما يعين على التعرف على سيرة الشيخ الذاتية، والعلمية، والدعوية، والمعرفية، والتربوية، ومعرفة دور العقيدة الإسلامية في حياة الشيخ ومن رباهم، ومعرفة مبادئه التربوية وسيرته مع من رباهم، وما فتح الله به عليه من إكتشافات كليّة بفهم الدين والقرآن الكريم ثم التعرف على أثر إنتاجه الفكري والعلمي في الساحة الثقافية ونشاطه الدعوي، ثم معرفة مؤلفاته.
بالإضافة، إلى الكثير مما يسلط الضوء على نواحٍ فكرية هامة في مسيرة الشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني الفكرية والإنسانية.نبذة الناشر:سلسلة تراجم لعلماء معاصرين من رجال القرن الرابع عشر والخامس عشر الهجري ممن أثروا المكتبة المعاصرة وتعريف بمؤلفات أولئك الأعلام. إقرأ المزيد