صفحات مضيئة من حياة السابقين
(0)    
المرتبة: 269,574
تاريخ النشر: 25/05/2012
الناشر: دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:يقول ابن خلدون في مقدمته: "اعلم أن فن التاريخ فن عزيز المذهب، جم الفوائد، شريف الغاية، إذ هو يوقفنا على أحوال الماضين من الأمم في أخلاقهم، والأنبياء في سيرهم، والملوك في دولهم وسياستهم، حتى تتم فائدة الإقتداء في ذلك لمن يرومه في أحوال الدين والدنيا".
وقد حث رب العز عزّ ...وجلّ على الإعتبار بآثار الأمم السابقة وأحوالهم، فذكر في كتابه العزيز كثيراً من أخبار الأنبياء والأمم والملوك الذين أخذت قصصهم شريحة كبيرة من آيات القرآن الكريم، مما يدل على الأهمية البالغة والأثر الكبير لهذه القصص وهذه الأخبار، فإذا كان لأخبار وقصص الأمم الماضية هذه الأهمية الكبيرة؛ فإن تاريخنا الإسلامي المليء بالصفحات المشرقة والمواقف المعبرة، والهمم العالية، أكثر أهمية، وأغزر فوائد، ففي قراءته وقراءة سير أعلامه ورحاله ما يعين على تثبيت الفؤاد على الحق وإستقلائه به على كل قوى الباطل، وإيثاره لما عند الله تعالى، ويقينه بوعد الله عزّ وجلّ، وبقائه مع جنود الله تعالى، ومواجهته لأعداء الله جلّ جلاله، وإستمراره على هذا النهج حتى يلقى الله تعالى.
ومسلموا هذا الزمان أحوج ما يكونوا إلى تحقيق هذا الهدف، وبالتالي أهم أحوج ما يكونوا لنماذج من القدوات، للإقتداء بهم والسير على طريقهم، والتاريخ الإسلامي مليء بهذه النماذج.
من هنا، يأتي هذا الكتاب الذي زخر بالمواقف والأحداث ما يحقق التثبيت لفؤاد المسلم والطمأنينة لقلبه، ويرسخ على الحق وطريقه قواقعه، ويثبت على طرق الحق قدمه إذ أنه سيرى القارئ فيما أورده الكاتب من أخبار ووقائع عزائم فارقة، وهمماً سامقة، لا يبلغ الخيال، عند بعض الناس - إلى ما بلغته حقيقة، من إحتلال ذروة الفضل والمجد وإرتقاء سنام العلم والمكانة الرفيعة، وحيازة الفكر العطر الدائم، والأجو الباقي المستمر، وغير ذلك من الفضائل والمآثر، وأصحاب تلك العزائم الذين خصم المؤلف بالذكر في كتابه هذا إنما يختلفون عن غير في علوّ الهمة، ودأب العزيمة، وتحشم الصعاب، وإمتطاء العقبات فما كان فوزهم بما فازوا فيه ناشئاً عن معجزات سماوية أكرموا بها، بل إن بلوغهم ما بلغوه، وفوزهم بما نالوا، إنما يعتمد علو الهمة، ومضاء العزيمة، وتزايد الصبر والدأب، حتى إدراك الأمنية والطلب. إقرأ المزيد