الرجل الذي لا خصال له، الكتاب الأول - 1 -
(0)    
المرتبة: 36,565
تاريخ النشر: 01/02/2003
الناشر: منشورات الجمل
نبذة نيل وفرات:"أظهر الجنرال حماسته للمجلس الكبير بالذات وعبر عن إعجابه بأرنهايم وأعلن عن قناعته بأن مثل هذا التجمع محكوم بالخير العميم. "ثمة أناس كثيرون لا يعرفون حقاً على الإطلاق كم هو قليل النظام الذي يملكه عالم الروح!". أوضح القول: "بل إنني حتى مقتنع، إذا ما سمحت لي يا صاحبة المعالي ...أن أقول هكذا، بأن معظم الناس يعتقدون أنهم يعيشون بعض التقدم في نظام الأشياء كل يوم. إنهم يرون النظام في كل مكان، في المصانع، المكاتب، جداول مواعيد سفر القطارات، المدارس، وهنا أود أن أشير أيضاً بفخر إلى ثكناتنا التي تذكر بوسائلها المتواضعة مباشرة بنظام فرقة أوركسترا موسيقية، فأينما وليت وجهك فثمة نظام من نوع خاص، نظام وقواعد للمارة، لسائقي السيارات، للضرائب، للكناس، للمتاجر، للبروتوكول الاجتماعي، للإتيكيت، للعادات وهكذا إنني واثق بأن كل إنسان في الأغلب يعتبر عصرنا الأكثر تنظيماً بين كل العصور. بين كل العصور، ألا تملكين يا صاحبة السمو في أعماقك مثل هذا الشعور؟ أنا أملكه بالتأكيد. كذلك يتملكني الشعور فوراً، إن لم أنتبه جداً، بأن روح الزمن الجديد تكمن بالفعل في هذا النظام الأعظم، وبأن إمبراطورية نينوى وروما لا بد أن تكونا قد سقطتا بسبب تركهما الأمور على عواهنها. أعتقد أن معظم الناس يشعرون هكذا ويفترضون بصمت أن الماضي قد عوقب بمضيه، لشيء ما خرج على النظام، لكن هذا التصور ليس بالطبع سوى سراب، لا ينبغي للناس العارفين أن يسلموا به؛ وفي هذا تكمن لسوء الحظ ضرورة القوة ومهنة الجندية".
يرسم روبرت موزيل ملامح شخصية وملامح وأخلاق رجل مثالي أراده بعد أن تغيرت المفاهيم والأعراف والمثل في أوروبا وذل مع الحركة الفكرية الفلسفية الأورمية الحديثة، التي ألقت بظلالها على المجتمع الأوروبي. يجنح موزيل أكثر إلى هيمنة النظام على العالم بصورة عامة والإنسان بصورة خاصة، وذلك ربما لكونه ضابطاً تخرج من الكلية العسكرية النمساوية. أضف إلى ذلك تأثير دراسته لهندسة المكائن ثم تدريسه لمادة الرياضيات وعلم النفس التجريبي والفلسفة. وسيلحظ القارئ بالتأكيد بأن علومه ودراساته التي اكتسبها من خلال جولته التدريسية كان لها الأثر الأكبر في مسيرته الأدبية الروائية التي تفرغ لها وتابعها في جنيف التي اختارها منفىً له حتى وفاته.نبذة الناشر:كان هدف موزيل هو أن تتحول الرواية إلى مادة حيّة تنبعث منها أفكار وأخلاق جديدة، لأن الأخلاق البرجوازية القديمة قد استهلكت وباتت عقيمة. والرواية من هذه الناحية هي محاولة لتفكيك عقدة مركبة وتفسيرها من أجل وضع "سياسة سليمة للتنظيم الروحي والعقلي" على حدّ قول موزيل، سياسة يمكن أن تعتبر الإجابة الوحيدة على أسئلة الحياة والموت. إقرأ المزيد