تاريخ النشر: 01/12/2001
الناشر: دار جفرا للدراسات والنشر
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يقدم برنارد لويس في بحثه "لغة الإسلام السياسي" تجربة متقدمة في حقل الدراسات الإسلامية. وهي تجربة قلما سلك مسلكها باحثون عرب ومستشرقون آخرون. إنها تجربة البحث عن بنية النص الإسلامي وآلياته واحتمالاته ومساراته في لغته. ويلاحظ أن الباحث أنجز دراسة تطبيقية دون الخوض-إلا لماماً في المنهجية التي ينهجها في ...ذلك والتي يبعثها في خلفية الموقف. ولكن الملفت لدى لويس يقوم على أمرين، واحد ذي طابع عمومي، وآخر ذي طابع خاص بالفكر الإسلامي، ومن ضمنه الفكر الإسلامي العربي.
أما الأمر الأول فيقوم على ما يطلق عليه "تاريخ الأفكار" وهو نمط من التأريخ للأفكار يرى في هذه الأخيرة لقيطاً ليس له مرجعية انتماء بحيث يكفى نفسه بنفسه في التفسير والتعليل والبحث من المصدرية. وقد أبدى برنارد لويس براعة في ممارسة ذلك. فهو على مدار صفحات الكتاب، يتناول مصطلحات الفكر الإسلامي السياسي ملاحقة وتحليلاً وتدقيقاً. وهو إذ يمارس ذلك، فإنه يقوم به بعيداً عن الأسئلة التي تتجه نحو ما يمكن وراء تلك المصطلحات من وصفيات اجتماعية واقتصادية وسوسيوثقافية. ونغدو في نهاية المطاف، أمام بنيات لغوية اصطلاحية عاجزة عن التوغل في البنية الفكرية النظرية المؤسسة لها. ويتضح من ذلك أن -"تاريخ الأفكار" الذي يأخذ لويس بمنطلقاته المنهجية ليس بعيداً عن المنهجية البنيوية، التي ترى في "البنية" جزيرة تتجاوز مع غيرها من البنيات-الجزر. ويترتب على ذلك النظر إلى هذه البنيات على أنها منتزعة من سياقها الاجتماعي والتاريخي، بحيث يغدو فهمها أمراً متعذراً. أما الأمر الثاني الملفت لدى برنارد لويس في كتابه الذي بين أيدينا "لغة الإسلام السياسي" فيفصح عن نفسه عبر عدد من الصيغ التنظيرية التي تتصل بالبنية الابيستيمولوجية لآلية الفعل السياسي-الإسلامي العربي) هنا هنا، قد نضع يدنا على ملمح من ملامح "المركزية الأوروبية"، وهو الحكم بأن حركة الفعل والفكر من موقع المنظومة الإسلامية (العربية) تتجه نحو "الداخل" أكثر من توجهها نحو الأمام والأعلى". وهو في سبيل إيضاح ذلك، يلجأ إلى حركة الخوارج، فيعلن ما يلي فالمسلمون الطامحون للسلطة يتحركون داخلياً أكثر مما يتحركون تصاعدياً. والمسلمون الثائرون ينسحبون من النظام القائم أكثر مما ينهضون ضده. إقرأ المزيد