تاريخ النشر: 01/10/2002
الناشر: دار الحكمة
نبذة نيل وفرات:"إذا كان عبد القادر حشاني يعتبر اعتقاله في 22 جانفي 1992 هو الذي ساهم في إدخال البلاد في دوامة العنف بعد استحالة السيطرة على الغضب الشعبي واحتواء السخط الحادث بعد توقف المسار الانتخابي فإن حملة الاعتقالات التي بدأت تطال بكل رموز الإسلاميين ومناضلي الج إإ وكذلك قيام السلطة بحل ...هذا الحزب ساهمت كثيراً في تكريس خيار العنف لدى بعض أولئك الذين كانوا يؤمنون به منذ البداية طريقة للتغيير، وإذا كان مخلوفي وباعة وشيوطي والملياني لم ينجحوا في جذب المريدين والمتعاطفين إليهم عندما قرروا الاعتصام بالجبال بعد اعتقال شيوخ الج إإ في 30 حوان 1991 نتيجة للجهود التي قام بها الفريق الجديد للعودة إلى العمل السياسي فإنهم ولا شك نجحوا كثيراً في إقناع القاعدة العريضة بصواب مساعيهم بعد قيام السلطة بقطع أي خيط يمكن أن تتجنب البلاد من خلاله الوقوع في مأزق العنف الخطير من خلال توقيفها النهائي للحزب الذي كان إلى ذلك الوقت أكبر حزب في البلاد وهو ما ندمت عليه كثيراً بعد ذلك عندما لم تجد طرفاً رسمياً يمكن لها أن تحاوره.
وقد كان الحديث عن اللجوء إلى العنف واضحاً في تصريحات عبد الرزاق رجارم الذي كان رئيساً للهيئة الإعلامية لجبهة الإنقاذ والذي كان قد شرع في الاتصال ببعض قادة هذا الحزب الذي لم يتعرضوا بعد الاعتقال طالباً منهم التعاون معه لإعلان "الجهاد" على السلطة "الانقلابية"، وحين لم يستطع رجام الحصول على التأييد الذي طلبه من هؤلاء قام في 10 مارس 1992 بإصدار بيان يطلب من المناضلين الاستعداد لإعادة بعث الجبهة الإسلامية للإنقاذ في هياكل تنظيمية سرية غير مستبعد في هذا البيان أن يكون لهذه الهياكل مساهمتها في الإحاطة بالنظام، واعترف رجام أيضاً بدعمه للعنف السياسي حين قال في بيان أصدره في 20 مارس 1992 أن عنف مناضلي الج إإ هو رد فعل على عنف السلطة".
ضمن هذا الإطار يأتي كتاب "الجزائر فوق البركان" يتحدث فيها بإسهاب عن دخول الجزائر دوامة العنف، وذلك من خلال دراسة اعتمد فيها على مجموعة من الشهادات التي خصته بها مجموعة من الشخصيات السياسية والعسكرية بالإضافة إلى كمّ كبير من الوثائق المكتوبة والمرئية والمسموعة. إقرأ المزيد