تاريخ النشر: 01/10/2002
الناشر: مركز دراسات الوحدة العربية
نبذة نيل وفرات:إن الكتاب الذي بين أيدينا ليس تاريخاً لسيرة ذاتية، بل إنه تاريخ لمعالم عصر عاشه بذاته أحد أبناء هذه الأمة العريقة المرموقين عبر تجربة شخصية صادقة حية، فيها تنوع وخصب، قصر صاحبها الرواية على الحوادث ذات التماس المباشر معه. صاحب هذه التجربة هو عوني عبد الهادي (1882-1970) أحد رجالات ...القضية العربية، بل من واجهاتها ووجوهها. فالكتابة عنه كتابة عنها، سيرته تمثل صورة واضحة لجانب من تاريخ العرب الحديث: هي حقبة الجهاد القومي الذي لعبه الرواد الأوائل من رجال الرعيل الأول في سبيل العروبة منذ مطلع القرن العشرين.
قارع عوني الحكم العثماني منذ أن دخل الميادين العامة، وكان في مراحل متقدمة من حياته حتى وفات الشخص الوحيد على قيد الحياة من الأعضاء المؤسسين لجمعية العربية الفتاة السرية، وهي الجمعية الأكثر شهرة والأبعد أثراً في حركة البعث القومي في عصرنا. كما كان أيضاً حتى وفاته واحداً من الأعضاء القلائل على قيد الحياة الذين شاركوا في المؤتمر السوري العربي الذي عقد في العاصمة الفرنسية عام 1913، وهو المؤتمر الذي أعلن فيه العرب لأول مرة في العصر الحديث مطحالبهم القومية جهاراً.
ولم يكف عن العمل السياسي منذ تأسيس جمعية الفتاة والمؤتمر السوري العربي، بل إن ثقافته القانونية منحته دوراً محركاً في عضوية الوفد العربي إلى مباحثات السلم عام 1919، وشارك مشاركة مباشرة في فعاليات حكومة دمشق العربية، ووقف على أدق مواطن القضية بين العرب والحلفاء إثر الحرب العالمية الأولى، والتي انتهت بانهيار حكومة دمشق وتأسيس إمارة شرق الأردن.
في هذا الكتاب يقف القارئى على ترجمة لحياة هذه الشخصية السياسية المميزة. كما يقف على دراسة للطريق الذي سلكه في العمل السياسي عبر مساحة عريضة من التاريخ تزيد على نصف قرن. هذا ولا يدّعي الكتاب أنه يفي حق عوني في إسهامه الكامل في الحياة السياسية العربية، بل هي محاولة لإعطاء بعض الصور والمشاهد التي تتصل به شخصياً والتي سمحت له الظروف أن يطلع عليها أو يعايشها أو يسهم بها. إقرأ المزيد