تاريخ النشر: 01/09/2002
الناشر: دار الرشاد الإسلامية
نبذة نيل وفرات:إن كثيراً من الحقائق الأولية لكارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 قد قفز عليها كثير من الكتاب والمحللين العرب، ليقدموا تحليلات قريبة من الخرافة. وأن جملة التحليلات العربية كان يتأرجح بين النزعة العاطفية التي تحجب العقل من ناحية، وبين الخضوع لـ"نظرية المؤامرة" و"نظرية الفخ" و"نظرية صدام الحضارات" وغيرها من ...النظريات الهلامية من ناحية أخرى.
وتتحول المناقشات إلى مجادلات شخصية عقيمة لا تحرم الجمهور من التنوير والوعي فحسب، بل تشحنه إلى الاتجاه المضاد للعقل والمنطق والفهم العلمي للأحداث. إن العقل العربي مولع بـ"سحر البيان" بل أن معجزة العقل العربي الكبرى هي "سحر البيان"، وهو لا يتوانى عن تشغيل هذه الآلية السحرية في كل مناسبة من المناسبات الكبرى، وفي كل حادثة من الحوادث الجسيمة، ومنها كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001.
فهو في هذه الحادثة خطب الخطابات النارية، واستعاد أمجاد العرب من هاشم بن عبد مناف إلى أسامة بن لادن. ودقّ أجراس الحرب، وأعلن أن الصليبيين قادمون، وأنهم يطرقون أبواب مكة المكرمة والمدينة المنورة وبيت المقدس، إلى درجة أزعجت أصدقاء العرب من المفكرين والسياسيين الغربيين الذين قالوا للعرب: يا ناس ليس هكذا تورد الإبل! وقالوا: "نريد منكم التعبير عن شكواكم السياسية ولكن ليس بالصياح: "تجنبوا البلاغيات والروح السلبية واقترحوا علينا السبل البناءة لتناول قضاياكم".
وسؤال يطرح نفسه: هل قدم العقل العربي حيال كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 موقفاً سياسياً أو فكرياً جديداً يختلف عن المواقف السياسية والفكرية التي اعتاد أن يقفها في الماضي، عندما يواجه مثل هذه الكوارث أو مثل هذه الأزمات السياسية الكبرى؟ وهل تغيرت القناعات العربية القديمة وطريقة التفكير العربية القديمة القاصرة عن استبطان الحقيقة استبطاناًُ معرفياً وعقلانياً سليماً؟ للإجابة
عن تلك التساؤلات يأتي البحث في هذا الكتاب "بن لادن ما زال حياً، وكيف فكر العرب بعد 11 سبتمبر 2001؟" وهو بحث الغاية منه تحويل الواقعة الآنية إلى تاريخ موثق للدرس والتأمل، واستخلاص الدروس المستفادة، وإرجاع الظواهر الدينية والسياسية إلى أصولها العقلية والاجتماعية والتاريخية بعيداً عن الخرافات.
كما أن هذا البحث يأتي من أجل معرفة حاضرنا لمعرفة ماضينا لاكتشاف ذاك الحاضر من جديد. وفي حين أن الحالات العادية هي التي تستدعي معرفة الماضي لفهم الحاضر على ضوئه، وهذا مؤشر على انقلاب الموازين وتقاليد المعرفة في العالم العربي. أما لماذا تصدر عنوان الكتاب "بن لادن" فذاك ما ستكشف عنه قراءة ما بين السطور.نبذة الناشر:إن كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت كارثة فظيعة مروّعة وشنيعة، وهي بمثابة اختبار جديد للعقل الديني الإسلامي وللعقل السياسي العربي. والجدير بالاهتمام هو أن نعرف كيف فكر العقل العربي والإسلامي بهذه الكارثة ونتائجها، وكيف حللها، وهل استفاد منها أم لا؟
كذلك فإن كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 كانت امتحاناً جديداً وعسيراً للعقل السياسي العربي، وكان مطلوباً من هذا العقل أن يقول كلمته المتواضعة والصريحة فيها.
فهل استطاع العقل العربي بعد مضي نصف قرن على "عصر التنوير" العربي الذي ابتدأ في مطلع القرن العشرين أن يُغيّر من بياناته الخطابية والإنشائية والعاطفية المتعصبة، ويتخلّى عن التعالي والمكابرة والنرجسية، ويحتكم إلى الواقعية والمتغيرات الدولية الجديدة، ولا ينظر إلى الكوارث والأحداث وكأنه يعيش وحده في هذا العالم، دون أي اعتبار للآخر؟
لقد كشفت كارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001 عن أزمة حقيقية في العقل العربي والإسلامي، هذه الأزمة التي تمثّلت في أنانية هذا العقل، وعدم اعترافه بالآخر، وأنه لا يريد في معظم الأحيان أن يضع يده على جوهر المشكلة، ولكنه يهرب إلى نتائجها الجاهزة ويتعامى عن الجوانب الأخرى.
إن هذا الكتاب معالجة واضحة لكارثة الحادي عشر من سبتمبر 2001، التي كانت مناسبة كبرى لمحاولة الكشف عن جانب من آليات العقل العربي المعاصر، وكيف عمل هذا العقل وفكّر حيال واحدة من الكوارث المدمرة. إقرأ المزيد