محفوظات بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس (الجزء الأول)
تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: منشورات جامعة البلمند
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:يعدّ استخدام الوثائق، وبخاصة العربية منها، نقطة تحول هامة في نوعية المواضيع المعالجة في تاريخ العرب الحديث والمعاصر. هذا وإن التوجه في البحث لا يكتمل إلا باستخدام مصادر إضافية لتلك المتعارف عليها تقليديا التي تأتي في مقدمتها الوثائق العربية، ومن أهم هذه الوثائق في العهد العثماني وثائق المحاكم ...الشرعية التي تعود إلى النصف الأول من القرن السادس عشر، وتشكل الأساس لأية دراسة اقتصادية واجتماعية وفقهية للأقطار العربية خلال أربعة قرون من الحكم العثماني، وإذا كانت وثائق المحاكم الشرعية تلك قد فتحت الأعين على نواح هامة من تاريخنا العربي كانت خافية، فإن جملة من الوثائق الأخرى الرافدة لها والتي لا تقل عنها أهمية في إغناء البحث العلمي وثائقواستخدامها بدورها. مثال ذلك مجموعات الوقفيات الإسلامية وغير الإسلامية، والتي تلقي ضوءُ هاما على تحويل المؤسسات الدينية وإعالة من يقومون بخدمتها والمستفيدين منها من محتاجين وفقراء. ويندرج في إطار الوثائق الموجودة في المراكز الدينية غير الإسلامية، مثل البطريركيات والمطرانيات والرهبانيات التي عنيت بشؤون طوائفها.
من هنا أهمية الوثائق الموجودة في بطريركية إنطاكية للروم الأرثوذكس بدمشق التي عني جوز يف زيتون بجمعها وتصنيفها وتسليط الأضواء عليها في هذا المؤلف، مما يتيح للباحثين كافة، مسبل للاطلاع عليها بيسر وفائدة. تتضمن الوثائق البطريركية المراسلات التي تمت بين البطريركية والأبرشيات التابعة لها وبين مؤسسات الدولة الرسمية. ويعود أقدم هذه المراسلات إلى زمن انتقال الكرسي البطريركي من إنطاكية إلى دمشق في العام 1344. وقد تلف أو ضاع معظم هذه الوثائق القديمة في أعقاب الفتنة التي حدثت في دمشق في العام 1860. وما سلم من الوثائق أضيفت اله مجموعات هامة لاحقة تشكل في وقتنا الحالي مصادر لا غنى عنها في توثيق التاريخ الكنسي بعامة، وتاريخ البطريركية الأرثوذكسية بخاصة، وكذلك تاريخ التعليم في المراكز الأرثوذكسية المنتشرة في بلاد الشام، وأهمها مدرسة دمشق كبرى الآسية التي أعاد ديمتري شحادة تنظيمها في العام 1840، ومدرسة دير البلمند، ومدرسة دير الحميراء. وتتطرق الوثائق إلى نشوء الكثلكة والبروتستانتية والخلافات التي أدت الى ذلك وتلك التي ترتبت على نشوئها. ولعل أهم ما في الوثائق البطريركية تلك التي تعنى بالأحوال الشخصية لأبناء الطائفة الأرثوذكسية من زواج وطلاق وإيصاء وإرث وتوزيع للتركات. وثمة قضية هامة تعالجها هذه الوثائق وهي تعريف البطريركية بشخص بطريركها، وقد تم ذلك في العام 1899. بالإضافة إلى ذلك فإنه ومن الوثائق الهامة التي تضمها البطريركية بدمشق تلك التي تتناول العلاقة بين الانتداب الفرنسي والبطريركية. ولم تكن العلاقة تصف بالودية إذ أن البطريرك غريغوريوس كان من أشد المنتقدين سياسة الانتداب الفرنسي، ووقف الى جانب التيار الوطني ولهذا حاول الانتداب تحجيم دور البطريركية ونفوذها حتى بين أبنائها. الى جانب ذلك كله، يجد الباحثون مواضيع أخرى هامة في وثائق البطريركية بدمشق مثل تشكيل المجلس الملي، والتنظيم الهرمي في المسؤوليات الكهنوتية بدءُ بالبطريرك وحتى الرتب الدنيا في المدن والأرياف وبلاد الاغتراب. كما تضم مذكرات شخصية للعديد من رجال الدين، كما تتوفر في هذه الوثائق المعلومات حول إعمار البطريركية والكاتدرائيات والكنائس التابعة لها. إقرأ المزيد