القول السديد في أختيار الإماء والعبيد
(0)    
المرتبة: 69,536
تاريخ النشر: 01/01/1997
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:بات مؤكداً بأن نظام الرق والعبودية كان من صُنع الإنسان النتحضر، وليس من صُنع الإنسان البدائي الذي وصف بالمتوحش، فالجماعات البدائية التي عاشت في العصر الحجري وتغذت على الصيد والقنص والتقاط الثمار من الشجر، لم تعرف العبودية ولا الرق، بل عرفت المساواة والتعاون والتكاتف ضد قسوة الطبيعة وضد الأعداء.
أما ...الجماعات المتحضرة فقد احتفظت بنظام الرق القائم على استغلال الإنسان القوي لإنسان ضعيف بدلاً من قتله، فقد كان نظام الرق معروفاً عند المصريين القدماء والبابليين والآشوريين والعبرانيين والإغريق والرومان، وحتى عند عرب ما قبل الإسلام، عرفته المسيحية واليهودية. وكان مصادره عند هؤلاء جميعاً الحرب والفقر والجريمة والخطف والشراء.
ويبدو أن أسواق العبيد قد عرفت ألواناً من التدليس والغش في بيع العبيد، حيث كانوا يتصرفون بالأنساب، ويأتون بمفاسد لا ترتضي بحال، ولهم خدع وأساليب مكر مبتدعة، فكم من نحيفة بيعت بخصبة، وسمراء كمدة بيعة بصفراء مذهبة.
ويروي القزويني قصة تاجر اشترى مملوكاً حسن الصورة بثمن بالغ فيه، فلما غاب عنه بائعه وجده جارية. والكتاب الذي بين أيدينا يقدم وصايا نافعة لمن يريجد شراء الرقيق، وهي احترازية في بابها تتصل بسيرة العبيد أو الأمة وأماكن بيعه، وتقوم على تكرار ملاحظة العبد أو الأمة ومعاودة التقليب.
وهكذا يناقش الكتاب في فصله الأول تأثير السكن والهواء والماء على نفس وطباع وبدن وأخلاق العبد أو الجارية، وقرن طباعاً وأخلاقاً وصفات أبدان لكل من بلاد العرب وأهلها، وخصائص لكل قبيلة وبطن وعشيرة، رجالاً ونساءً، فيعرض للحجاز والمدينة والطائف، وكذا العجم، من فرس وترك وروم وأرمن وسودان وبربر وديلم وأكراد وجراكسة والإفرنج واللاون والهند، والزرنج والحبش والزغاوة والبُجة والنوبة وقندهار، حيث عرض لفضائل ورذائل كل جنس من تلك الأجناس وما يصلح له رجالها ونساؤها.
ويفصّل في الفصل الثاني طباع الأصقاع وتأثيرها في امزجة أهل ذلك الصقع وما فيه من الخصائل والأفعال ليكون ذلك عوناً في العشرة والاسترقاق، وقد تناول الأصقاع التالية، سرنديب، أصفهان، الري، طوس، هِرات، هَمَِذان، الأهواز، مازنداران، البصرة والكوفة وبغداد وبابل والموصل والجزيرة (ما بين الفرات ودجلة)، ونصيبين وسنجار وحران والرها وماردين وآمد والشام وحلب وحماة وحمص ودمشق ومصر وأهل المغرب واليمن. ولجأ المؤلف في الفصل الثالث لعلم الراسة، فأوجب التفرس في الأعضاء، ومهد لذلك بتعريفه علم الفراسة. إقرأ المزيد