منهج الإمام الشوكاني في العقيدة
تاريخ النشر: 01/01/1994
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:إن علم العقيدة الإسلامية من أشرف العلوم وأجلها، لأنه العلم بالله تعالى، وآياته، وأسمائه، وصفاته، وحقوقه على عباده، وكذلك العلم بالنبوات، وكل ما يتعلق بأمور الآخرة من بعث وجنة ونار. وهذه هي المقاصد الثلاثة التي نزلت بها الكتب السماوية وأجمعت الرسائل على الدعوة إليها، وقد ورد ذكرها في القرآن ...الكريم. وفي هذا يقول الإمام الشوكاني: "وأما مقاصد القرآن الكريم التي يكررها، ويورد الأدلة الحسية والعقلية عليها، ويشير إليها في جميع سوره وفي غالب قصصه وأمثاله فهي ثلاثة مقاصد؛ المقصد الأول: إثبات التوحيد. المقصد الثاني: إثبات الميعاد. المقصد الثالث: إثبات النبوات... ولا ريب أن من آمن بالله، وبما جاءت به رسله ونطقت به كتبه، فإن إيمانه بهذه الثلاثة المقاصد هو أهم ما يجب الإيمان به، وأقدم ما يتحتم عليه اعتقاده، لأن الكتب قد نطقت بها، والرسل قد اتفقت عليها اتفاقاً يقطع كل ريب، وينفي كل شبهة، ويذهب كل شك".
وقد بذل أعداء الإسلام والمسلمين كل ما يستطيعون لإبعاد المسلمين عن دينهم الحق وعقيدتهم السليمة كي يستطيعوا تحقيق أغراضهم بإدخالهم عقائد تشوه عقيدتهم الصافية، وقد هيأ الله طائفة من علماء السنة للرد على كبر هؤلاء المفسدين مفندين حججهم، مبطلين أدلتهم كالإمام أحمد والبخاري وكشيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والإمام محمد بن علي الشوكاني الذي كان من الأئمة الأعلام المبرزين في القرن الثالث عشر الهجري، فقد بذل حياته كلها لخدمة العلم. وابتدأ في طلب العلم منذ نعومة أظفاره، وأقبل على العلماء في عصره وفي بلده اليمن يواكب على دروسهم، وأكب على كتب أهل العلم في فنون شتى، يقرأها ويذاكرها، حتى نال في وقت مبكر من عمره علوماً كثيرة وفنوناً مختلفة، وقد مارس التدريس قبل سن العشرين، وتصدر للإفتاء من نحو العشرين من عمره فما بعد ذلك، واجتهد رأيه اجتهاداً مطلقاً غير مقيد وهو دون الثلاثين، وكانت مؤلفاته تربو على (270) كتاباً وبحثاً ورسالة، ومعظمها لم يزل مخطوطاً.
وقد كان الإمام الشوكاني من أعلام المجددين وزعيماً لحركة الإصلاح في المجتمع اليمني، وله عناية بالغة بالعقيدة الإسلامية، حيث أفرد لها كتباً ورسائل متعددة، دعا فيها إلى التوحيد الخالص من شوائبه المنتشرة في المجتمع الإسلامي، وإلى محاربة البدع المختلفة، من المتكلمين وغلاة الشيعة، والصوفية، والقبوريين وأمثالهم، كما دعا إلى الاجتهاد وتحريك العقول، ونبذ التقليد والتعصب الأعمى المقيت، وهذه الأمور واضحة في جميع مؤلفاته، وهذا ما دعا الباحث إلى اختيار موضوعه حول منهج الإمام الشوكاني في العقيدة الإسلامية كرسالة للحصول على درجة الدكتوراه في العقيدة. وقد اشتملت خطة البحث على مقدمة وتمهيد وبابين وخاتمة. أما التمهيد فقد عقده الباحث للتعريف بالإمام الشوكاني، وأما الباب الأول فقد خصصه للحديث عن منهجه في الإيمان بالله وقسمه إلى خمسة فصول. وأما الباب الثاني فقد تمّ تخصيصه للحديث عن منهج الشوكاني في الإيمان بالنبوات والمعاد، وقد تمّ تقسيمه إلى فصلين. وأما الخاتمة فقد عرض فيها الباحث ملخصاً موجزاً للنقاط الهامة التي وردت في بحثه هذا. إقرأ المزيد