تاريخ النشر: 01/01/2002
الناشر: مؤسسة الرسالة ناشرون
نبذة نيل وفرات:إن دراسة الجانب الاجتهادي في السنة النبوية المشرفة ناحية هامة جداً، ذلك لأنها تتناول المنهج الذي يقوم عليه اجتهاد المجتهد وإفتاء المفتي، كما تتناول الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها والمقاصد التي يتوخاها كل مجتهد، وتوضح الوسائل التي يسلكها المجتهد في تحقق المصالح العامة والخاصة، وهي فضلاً عن هذا تحدد ...المجالات التي يخوضها المجتهد.. وباختصار فإنها تبين الهيكل الأساسي والخطة الرئيسية والإطار العام لقضية الاجتهاد الشرعي، تلك القضية التي ت هم كل مسلم وكل حاكم وكل راع حريص على تنفيذ أمر الله في الواقعة المستجدة التي لم يرد بحكمها نص صريح.
كل هذا يؤكد أهمية بحث اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم وتأتي أهمية البحث من ناحية أخرى في كونه يدرس نصوصاً صريحة من كتاب الله وسنة رسوله، مما يمثل تكامل التشريع الإسلامي وتكاتف السنة مع القرآن وتأييد القرآن للسنة، فهما شرع واحد لأمة الإسلام.
ولا تنتهي أهمية البحث عند هذا الحد وكفى، ولكنها تتجاوز ذلك وتشير إلى أهمية تلك الوقائع والأقضية والأحكام والاجتهادات والنصوص وأنها ما زالت مورداً عذباً للعالم المفكر ورياضاً ندية للباحث المجتهد، فيها يزن المقاصد العامة للتشريع الإسلامي، وعليها يعتمد في معرفة المصلحة، وعلى منوالها يقايس الأمور ويلحق الأشباه بنظائرها، فهي المصباح المنير الذي يستضاء به للكشف عن حكم الله في الوقائع المستجدة والأحداث المتابعة.
وفي هذا الإطار تأتي الدراسة التي بين أيدينا والتي تحاول إعطاء تصور واضح لبيان عناية الرسول صلى الله عليه وسلم بعقيدة التوحيد واهتمامه بتبليغ ما جاءه عن ربه، وليس له بعد ذلك أي هدف شخصي أو مأرب خاص أو نفع دنيوي.. فهو يجتهد في أموره الخاصة وفي معاملته لأسرته وزوجاته، فينزل عليه الوحي مبيناً له الأولى، فلا يثنيه قرار اتخذه من الرجوع إلى أمر الله ليحكمه على نفس وعلى أسرته ويطبقه بسلوكه ويبينه للناس بفعله، فهو بشير ورسول، وهو نبي أمين حريص على البيان والتبليغ.
كما وتحاول بيان ما امتاز به اجتهاده صلى الله عليه وسلم من تأييد الوحي له وهذه ميزة لا يلقاها إلا المصطفى المختار، حتى إنه يصعب على الباحث في بعض الأحيان التمييز بين كون مصدر قوله أو فعله (صلى الله عليه وسلم) الاجتهاد أم الوحي، وذلك للارتباط الوثيق بينه وبين الوحي.
وكان المنهج الذي سلكته الدراسة في معالجة هذا الموضوع ودراسة جوانبه هو تتبع نصوصه القرآنية والنبوية وجمعها، ثم تفسيرها، تفسيراً تحليلياًً. ولم يكتف بهذا المسالك وإنما قسمت الموضوع إلى مسائل، وتتبعت كل مسألة منذ فجر ميلادها، وما ورد فيها من آراء وما تجاذبها من أقوال وما اعتراها من تطور. وهكذا حاولت أن تستجلي الأقوال كلها في المسألة الواحدة.
وقد اعتمدت على المصادر الأصولية العريقة: متتبعة أقوال الأئمة الأصوليين من منابعها الفياضة غير معتمدة على ما يحكيه البعض من أقوال عن بعض، وذلك بعد ترتيبها ترتيباً زمنياً، مع الحرص على بيان الأدلة والشواهد، والمناقشات وما تنطوي عليه من مواطن قوة أو ضعف مع ذكر ردود واعتراضات وإجابات، ذلك لأن المناقشات وما تتضمنه من اعتراضات وإجابات قضية هامة في تأييد الأقوال أو ردها. وبعد عرض الآراء انتقلت الدراسة إلى المقارنة والترجيح.
وإذا ما عدنا لأقسام هذه الدراسة نجد أن طبيعتها قد اقتضت تقسيمها إلى تمهيد وفصول وخاتمة: أما التمهيد: فقد تناول أساسيات الاجتهاد وما يتعلق بتحديد معناه لغوياً واصطلاحياً. وأما الفصل الأول عالج (مواقف الأصوليين من اجتهاده صلى الله عليه وسلم) مبيناً أنواع اجتهاده، وحكمها من حيث وصف الشارع ومن حيث الثر والنتيجة. ثم تناول الفصل الثاني الحديث عن الاجتهاد في عصره عليه الصلاة والسلام.
وفي الفصل الثالث تم تناول (مجالات اجتهاده) عليه الصلاة والسلام (ومنهجه في الاجتهاد) وهنا تم مقارنة اجتهاده ومنهجه بمناهج الأصوليين والفقهاء في الاجتهاد لتبيان ما يتناسب مع عصمته ومكانته من مناهجهم، وما لا يليق به. أما الفصل الرابع والخامس فعالجا (منهج الاجتهاد بعد عصر الرسالة) سواء في عصر الصحابة أو العصور التي لحقت بعصرهم واقتفت آثارهم.
وكان طبيعياً ومنهجياً أن يكون الفصل السادس دراسة مقارنة توضح الفرق بين اجتهاده صلى الله عليه وسلم واجتهاد غيره. وقد جاء الفصل السابع خاتماً للدراسة واستخلاصاً للدلالات التي يجب أن تعيها الأمة الإسلامية من خلال الاجتهاد النبوي وذلك خلال مسيرتها الممتدة في التاريخ.نبذة الناشر:إن دراسة الجانب الاجتهاد في السنّة المشرّفة ناحية هامة جداً، ذلك لأنها تتناول المنهج الذي يقوم عليه اجتهاد المجتهد وإفتاء المفتي كما تتناول الأهداف التي يرمي إلى تحقيقها والمقاصد التي يتوخّاها كل مجتهد، كما تظهر أهمية هذا البحث من ناحية أخرى في كونه يدرس نصوصاً صريحة من كتاب الله تعالى وسنّة رسوله، مما يمثّل تكامل التشريع الإسلامي والتأييد القرآن للسنة المطهرة. إقرأ المزيد