تقي الدين محمد بن علي ابن دقيق العيد
تاريخ النشر: 01/01/1990
الناشر: دار البشير للنشر والتوزيع
مدة التأمين: يتوفر عادة في غضون أسبوعين
نبذة نيل وفرات:تاريخها الإسلامي حافل بالعلماء العاملين الذين تحلو بصفة العلم والعمل، والتقي والزهد، والجرأة في الحق، والصلابة في التمسك بالعدل، والمحافظة على حدود الشرع، وحكام المسلمين اليوم بحاجة ماسة أكيدة إلى من يذكرهم ويصارحهم بحالتهم وحالة أمتهم، ويدلهم على مواطن الداء، ونافع الدواء، بعد هذا الذي صار إليه حال المسلمين ...اليوم. والعالم الإسلامي لم يخل على مر العصور من أمثال هؤلاء كالحسن البصري، وسفيان الثوري، وطاووس بن كيسان، والعز بن عبد السلام وغيرهم.
وكما قاضي القضاة تقي الدين محمد بن علي بن وهب بن دقيق العيد، أحد هؤلاء العلماء العاملين، ومن أساطين الفكر وأئمة الدين، وممن يبتغون بعلمهم وجه الله والدار الآخرة، فيراقبون الله في أقوالهم وأعمالهم.
وهذا ولم يكن ابن تقي من علماء السلاطين المتكالبين على المراتب والوظائف، يجاملون في سبيل ذلك الأمراء والسلاطين، فيفتون بغير ما أنزل الله، وإنما كان يتوخى في قضائه وآرائه وفتاواه -مهما كانت النتائج والعواقب- وجه الله والدار الآخرة، وكان أثناء توليه القضاء إذاً سمع ما يكره عزل نفسه.
ولمعرفة حقيقة هذا العالم الجليل جاءت هذه الدراسة التي بين أيدينا والتي حاولت تتبع سيرة ابن دقيق العيد وبينت أثره على الفقه الإسلامي عامة، والفقه المالكي والفقه الشافعي خاصة، كما وحاولت تحديد مدى سعة كلمة وغوصه على المعاني الدقيقة، ودقة استنباطه للأحكام، كما وتقصت مدى ورعه وتقواه، وجرأته في الحق وإخلاصه النصح لله ولرسوله، ولعامة المسلمين، لتكون سيرته نموذجاً يقتدي به العلماء، ويهتدي به الجيل الإسلامي من الشباب المسلم في هذا العصر، وخاصة أننا نهيش في فترة من الزمن تشبه إلى حد كبير الفترة التي عاشها محمد بن علي بن دقيق العيد رحمه الله تعالى.
هذا وقد قسمت هذه الدراسة إلى تمهيد وبابين وخاتمة، ففي التمهيد تم استعراض العصر الذي عاش فيه ابن دقيق العيد من الناحية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية. وفي الباب الأول تم التعريف بابن دقيق العيد حيث تم التحدث عن اسمه وكنيته ولقبه ومولده، وعن طلبه للعلم وجلده فيه، وأساتذته ومن روى عنهم، وهنا تم الترجمة لثلاثة من أشهر أساتذته وهم: والده علي بن دقيق العيد، والشيخ بهاء الدين القفطي، والشيخ العز بن عبد السلام.
ثم تم التحدث عن تصديه للتدريس، والمدارس التي درس فيها، وعن تصديه للقضاء وهنا تم ذكر بعض آثاره الحسنة ومواقفه الحازمة التي تدل على تمسكه بالحق ووقوفه في وجه الطغاة والظلمة، وختم هذا الباب بفصل تحدث عن أخلاقه وتصوفه وثناء العلماء عليه. وأما الباب الثالث فقد خصص لبيان علومه وأثره في الفقه عامة وفي الاجتهاد والحديث خاصة. إقرأ المزيد