تاريخ النشر: 01/01/1983
الناشر: دار الثقافة الجديدة
نبذة المؤلف:كانت جنازة غريبة.
نعش يحمله أربعة من عمال البلدية، يتجهون به الي المقبرة، بعد ان صلوا عليه في مسجد قريب، يسير وراء النعش عدد من الصبية، يحملون بأيديهم حجارة وعصي، يهللون ويضحكون، العمال يهرولون ناحية المقبرة وكأن عليهم واجباً ثقيلاً يريدون التخلص منه بسرعة.
نادى احد رواد مقهي الفردوس- اكبر مقهي يطل ...علي الميدان- احد الصبية مستفسراً عن الميت، قال بلهجة جادة محاولاً اضفاء طابع الحزن عليها:
طيار مات وجدوه في الليل ميتا ترب جدار المستشفي.
ردد البعض: أراح واستراح.
بينما هز عجوز رأسه وهو يقول: مسكين.
طيار، مجذوب لا اهل له ولا صحب، لا يعرف احد من ايت هبط علي البلدة، لا يستقر في مكان، يظل يدور ويدور، ليعود آخر الليل وينام في المقبرة، يلااحقه الصبية بالحجارة كلما صادغوه يهدأ ويبتسم وتصدر عنه همهمات تعبر عن سروره اذا ناوله احدهم كسرة خبز أو ثمرة فاكهة، فالاولاد هم المصدر الاول لمأكله وملبسه، لم يكن يمد لاحد وكانوا يعكونه دون ان يطلب- واليوم هم وحدهم يودعونه الي مقره الأخير. إقرأ المزيد