الخرافة والاسطورة في بلاد النوبة
(0)    
المرتبة: 290,303
تاريخ النشر: 01/01/1984
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة نيل وفرات:"منذ سبعون عاماً، عاشت إحدى الأسر في قرية نوبية بعيدة، حياة آمنة عجيبة ساحرة خلف الجندل الأول الذي يقف مثل جدار القلعة، قلعة التقاليد وأدوات التعبير والأخلاقيات. ومثل قشرة صوفية لمخلوق خرافي تتصارع في أعماقه عوامل البقاء وعناصر الانقراض في وقت واحد وكانت هذه الأسرة تملك الزراعة، ويعمل أهلها ...بالزراعة ولكن نظرة خاطفة لهم كانت تؤكد أنهم لم يخلقوا للزراعة. وهذه الأسرة في دمها الرحلة غلى المهاجر البعيدة، وفي روحها السعي إلى أوطان أكثر خطباً وأعظم ريا... وهذه الأسرة كذلك تكره الزراعة وتسميتها باسم مرحلة منها ليس السقي وإلا إلقاء الحبوب ولا أي مرحلة يمكن تصورها للزراعة والخصب والتفتح. إنما الزراعة عندهم في السماد الحيواني بكل ما يحمل من عفن وهم يقسمون السيادة تقسيماً رعوياً عبودياً على أساس القبيلة لا على أساس العمل والفكر وخدمة الجماعة.
إذن فقد عاشت منذ سبعين عاماً إحدى الأسر في قرية النبوية حياة أشبه ما تكون بحياة الإنسان البدائي منذ آلاف السنين وهي في نفس الوقت مصير حضارات وثقافات انصهرت لتتحول في النهاية إلى طقوس وعبادات لا تنعكس فقط في الأعراس ومهرجاناتها، بل هي تتفجر في كل جانب من جوانب الحياة في الزراعة وفي البيت...
فتعالوا نصاحب هذه الأسرة منذ شروق الشمس إلى غروبها لنعيش مع أبنائها حياة كاملة مستعرضة لنرى كيف تعيش؟ ماذا تأكل من أصناف النبات والحيوان؟ وما الطريقة التي تأكل بها؟ ومن الذي يأتي بالطعام ومن الذي يعده؟ وعلاقة الناس خارج الأسرة بطعامها في حالات الصدقة والهدية وكل ألوان العطاء؟ وبمثل هذا التأني يمكن أن يقف القارىء مع الشراب واللباس والحلي وأدوات العمل وأدوات الطرب... وأنغام الشعراء والمغنين حول هذه الأشياء" إقرأ المزيد