الدكتور محمد حسين هيكل بين الحضارتين الإسلامية والغربية
(0)    
المرتبة: 256,105
تاريخ النشر: 01/01/1988
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
نبذة نيل وفرات:تناول العديد من الباحثين فكر الدكتور محمد حسين هيكل من عدة جوانب، خاصة تراثه الأدبي والصحفي، بينما هنالك في شخصية الرجل وفكره روافد جديدة في حاجة إلى مزيد من جهد الباحثين للتنقيب على زوايا أخرى لم يتطرق إلى دراستها بمنهج أكاديمي أحد من قبل، كرؤيته التجديدية الحضارية ومجال الإسلاميات ...التي برع فيهما.
ويقف هذا الكتاب أمام الفكر الحضاري التجديدي للدكتور هيكل بعامة واستقراء نتاجه الأدبي والفكري بخاصة، وعلى وجه التحديد موقفه الحضاري ورؤيته تجاه بعض القضايا الشائكة بين الشرق والغرب وفي ترويجه لأساليب التجديد الحديثة في البيئة المصرية والقومية فملأ الدنيا بآرائه وشغل الناس، ولعل محاولة الباحث المواضعة للكتابة تحت هذا العنوان أو في التدقيق لاختيار هذا الموضوع لأمر يؤكد المنحى العلمي الذي سيحاول هذا الكتاب إضافته إلى الرصيد الثري الذي خلده كزعيم من زعماء مصر ومفكريها الرواد.
ودلالة العنوان تعبر عن إمكانية كشف موقف د.هيكل بين العقل الأوروبي والعقل الشرقي من ناحية وفي رؤيته الفكرية على الخريطة الإسلامية من ناحية أخرى.. إذن فالكتابة حول فكر د. هيكل التجديدي هي جوهر الكتاب ومادته الأصيلة كما أن ثمة علاقة وثيقة بين الرؤية الإسلامية لهيكل وبين آرائه ومواقفه الحضارية أيضاً. وهذه العلاقة تضيء بعض الجوانب حول الحضارة الإسلامية والغربية، وقد دافع د. هيكل بوعي وبسالة عن الحضارة الإسلامية ومن ثم قام بتأصيل هذه الجوانب التاريخية والمذهبية والعقدية في حياة مصر الحديثة، أدبياً مجدداً ومفكراً حضارياً.
وما من شك أن اختيار الرؤية الحضارية للدكتور هيكل وتراثه الفكري يعبر عن مغزى وقوفه عند (جذور الشخصية المصرية) التي تعرض لها نتاجه الفكري خلال أطوار حياته: من الدعوة إلى الفرعونية كدعوة إقليمية ضيقة، ثم إيمانه بالحضارة الإسلامية، وهو في كل تلك الأطر كان مفكراً مجدداً مؤمناً بالحرية جميعاً: حرية العلم والفكر، وحرية التعبير والتفكير وبنسق القيم الإسلامية وظل مدافعاً عن مصلحة الوطن، ولمع دوره الإيجابي في حياة مصر الفكرية بحيث لا تستطيع أن تفصل بين فكر د. هيكل الإسلامي الذي لا يتعارض مع إيمانه بالفكر الليبرالي الحر وقد عبر منهجه التهذيبي في تناوله للسير والتراجم وللتاريخ الإسلامي عن إعلاء شأن الحضارة الإسلامية، فعقيدة هيكل الإسلامية تجمع بين الدين والدنيا أو بعبارة أخرى بين الدين والعلم وهو ما يخص عليه الإسلام ليسد أبداً حاجات البشر في مجرى التطور الإنساني.
كانت هذه العوامل هي التي يحاول البحث التنقيب والتمحيص حولها فالكتابة تحت عنوان (فكر د.هيكل بين الحضارتين الإسلامية والغربية) هي الفكرة القائدة فوق سطور الكتاب.
وتسير خطوات هذا الكتاب على نسق (المنهج التكاملي) من حيث جمع وعرض مادته العلمية واستقرائها لأن شخصية د.هيكل بقدر ما هي ألمعية وعالمه، فهي أيضاً تحفل ببعض من جوانب التناقض.. والوقوف عند منحنيات البحث تفرض على الباحث فرضاً أن يأخذ بالمنهج التكاملي. فالمنهج الاجتماعي لا يصلح وحده. وأيضاً التاريخي أو النفسي، كما لا تستطيع الدراسة الوصفية أن تغطي جوانب الفكرية التجديدي (والإبداعي) في نتاج د. محمد حسين هيكل لذلك كان المنهج التكاملي ملائماً لموضوع البحث الذي يأخذ من كل منهج بطرف.
يشتمل الكتاب على بابين، في كل باب فصلان، وفصول الكتاب ترتبط بعضها البعض ككل متكامل، فالباب الأول: يعرض لعصر الرجل في تركيز شديد ويوضح أثر الحياة الاجتماعية الفكرية والسياسية ومظاهرها جميعاً بمكونات شخصية د. هيكل وعلاقة العصر وتياراته بالدكتور هيكل (تأثير وتأثر). ويحتوي الفصل الثاني من الباب الأول على مكونات د.هيكل الفكرية من خلال (ترجمة ذاتية مختصرة) لحياته وثقافته وآثاره.
أما الباب الثاني فيعرض للدكتور هيكل: أديباً مجدداً ومفكراً حضارياً وموقفه تجاه القضايا التجديدية والقومية والفكرية مع استقراء عام لنتاجه الأدبي والفكري، ويختم البحث بالفصل الثاني من الباب الثاني بتناول بعض القضايا الشائكة بين الحضارتين الإسلامية والغربية، من خلال أبرز الرؤية الفكرية للدكتور هيكل حول تلك القضايا.نبذة الناشر:الدكتور هيكل أديب رائد، ومفكر حضاري متجدد، ووزير نابه، وسياسي قدير.. شارك لمدة نصف قرن مضى في تأصيل معالم النهضة المصرية الحديثة، وقد لعب أدواره الهامة مع أبناء جيله في المجالين الإبداعي والفكري، ويشهد نتاجه بالريادة والنبوغ والتفرد.
وهذا الكتاب يصدر مع عيد ميلاده المئوي، سياحة قلمية في شعاب فكر الرجل وأدبه ولمسة وفاء إلى نصير من أنصار الحرية جميعاً.. حرية الرأى والفكر والعلم، والليبرالية بمعناها الواسع.
ويعرض لنا المؤلف "بانوراما" لحياة الرجل وثقافته وآثاره، ورؤيته الحضارية مع استقراء لمؤلفاته القيمة في مجال الإسلاميات والسير وبحوث الحضارة.
والكتاب في مجمله معزوفة (انتماء) للوطن المصري والحضارة الإسلامية التي تستعيد دورها في مجرى التطور الإنساني. إقرأ المزيد