تاريخ النشر: 01/01/2001
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
نبذة الناشر:هذا الكتاب الذي بين أيدى القراء يتحدث عن وسائل الإعلام التي عرفها العرب الجاهلية والإسلام، فأما الجاهلية فقد عرف عنها وسيلة التجارة الخارجية، والتجار العرب كغيرهم من تجار الأمم الأخرى كانوا يشتغلون بنقل الأخبار من مكان إلى مكان، وكانوا يشتغلون بنقل الثقافة أيضاً كما كان من الوسائل الإعلامية في الجاهلية ...وسيلة البعثات الدينية كاليهودية والنصرانية، وقد كان لها أثر كبير في الإعلام العربي والثقافة العربية في الجاهلية، هذا كله في خارج جزيرة العرب، وأما في داخل شبه الجزيرة فقد مارس العرب شتى الوسائل المعروفة في البيئات القديمة، ومن أهمها القصيدة الشعرية، والخطبة والخطباء والنداء والمنادون والأعياد، والأسواق والندوات وغير ذلك.
وجاء الإسلام فاستحدث صوراً جديدة في مجال الإعلام والاتصال بالناس، ومن أوضح هذه الصور القرآن الكريم الذي هو أكبر وسائل الإعلام في الإسلام، ثم الحديث الشريف، وقد اعتمدت عليه جميع العصور الإسلامية من الناجية الدعائية، وكانت القدوة الحسنة من جانب الرسول وكبار الصحابة من أكبر العوامل في نشر الدين الجديد، وقد اعتمد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى جانب ذلك على وسيلة معروفة في علم الاتصال أو الإعلام، وهي وسيلة الاتصال بنوعية الشخصي والجمعي، والنوع الأخير يتمثل بوجه خاص في الخطاب’ وعليها ارتكزت معظم جهوده صلى الله عليه وسلم في مجال الإعلام والدعاية، ومع هذه الذرائع الإعلامية كلها كانت ذريعة القصص غير القرآني، وقد بدأت في الظهور أيام الخلفاء الراشدين، ثم اعتمدت عليها الخلافة الإسلامية بعد ذلك منذ الخليفة الأموي الأول معاوية ابن أبى سفيان، ويضاف إلى هذه الميادين الإسلامية كلها ميدان الحج، وقد كانت مواسم الحج ميداناً كبيراً للإعلام والدعاية، وقد أفاد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه المواسم في نشر العقيدة الإسلامية.
وباختصار جاء الباب الأول من أبواب هذا الكتاب عرضاً شاملاً للوسائل الإعلامية التي عرفها العرب في الجاهلية، والوسائل الإعلامية التي احتاج إليها الإسلام. ثم في الباب الثاني من أبواب الكتاب وعنوانه (الدعوة في عهد الرسول) أتينا بكلمة تمهيدية للتعريف بين الدعوة والإعلام والدعاية
أما الدعوة فاسم عرفت به جميع الجهود التي بذلها الرسول في سبيل الرسالة التي بعثه الله من أجلها، وقد شملت هذه الجهود جميع الوسائل الإعلامية التي ظهرت في الإسلام. وأما الإعلام فاسم لجميع الجهود التي بذلها الخلفاء الراشدون وكانوا فيها صورة دقيقة من الرسول نفسه وذلك في العقيدة ذاتها.
وأما الدعاية فهي الجهود التي بذلها الحكام المسلمون وأقاموا عليها حكوماتهم وذلك منذ حكم معاوية بن أبى سفيان إلى وقتنا هذا. وبعد هذا التمهيد شرح الكتاب مراحل الدعوة الإسلامية وهي المرحلة السرية، والمرحلة العلنية ومرحلة الاضطهاد الديني، ومرحلة الهجرة، ومرحلة الاستقرار بالمدينة، ووقف البحث عند كل مرحلة من هذه المراحل، واستعرض الطرق الإعلامية التي سلكها الرسول في كل مرحلة منها.
وفي الباب الثالث والأخير من أبواب هذا الكتاب حديث عن الإعلام في عهد الخلفاء الراشدين وذلك في فصول أربعة: فصل في الإعلام على عهد أبي بكر، وفصل في الإعلام على عهد عمر، وفصل في الدعاية والإعلام على عهد عثمان، وفصل في الإعلام على عهد علي. إقرأ المزيد