مسرح عز الدين المدني والتراث
تاريخ النشر: 01/01/1981
الناشر: الهيئة المصرية العامة للكتاب
نبذة نيل وفرات:تكثف الاهتمام بالتراث العربي في السنوات الأخيرة بصفة ملحوظة، متعددة قراءاته ومفاهيمه وتوظيفاته، وكثر التأليف في إحيائه وتقيمه واستلهامه في شتى مجالات الفن والإبداع، بحثاً في ثناياه عن قيم أصيلة تكون بديلاً للثقافات الغازية. وقد رأى فيه بعض المبدعين مصدر إلهام يمكنهم من تجربة فنية متميزة يتجاوز بها ما ...يرد عليهم من ثقافة الغرب خاصة.
وتطلع عز الدين المدني إلى هذه الغاية في العديد من مسرحياته موظف التراث العربي توظيفات مختلفة استنطقت الحدث التاريخي وكذلك امتداده في الذاكرة الجماعية في عصرنا الحاضر، وأثرى مسرحه بمصادر تراثية تتجاوز النصوص المدونة إلى أشكال تعبيرية تندرج في مفهوم التراث الشامل لسائر الفنون والآداب والصنائع والمعمار بلورتها التجارب النصية والتعامل الركمي في نفس الوقت، وقد شعر محمد المديوني بهذه الأبعاد في تجربة المدني فأحبّ تقييمها اعتماد على أدوات معرفية ثابتة وعلى نوع من الحدس الفني الذي لا يتوفر إلا لمن راضى نفسه على معاناة الفن المسرحي تأليفاً وترجمة وإخراجاً.
فصاحب هذا البحث إذن ليس متطفلاً على هذا الصنف من الدراسات إذ ينتمي بالممارسة إلى السرة المسرحية، فهو طرف كامل الحقوق تأتي شهادته من موقع المعاناة والمعرفة معاً. ويتميز بحثه هذا بنصيب وافر من المرونة المنهجية، فهو لم يتقيد بمذهب نقدي متحجر بل تصور خطة بحث تلائم طبيعة النصوص المسرحية فحدد المادة التراثية ووصف مكوناتها التاريخية والأدبية والأسلوبية ثم تدرّج إلى تحليل طبيعة تعامل المؤلف معها مركزاً على فنيات التزامن والتركيب ثم تخلص إلى التوظيف ما ستعرض مختلف الاحتمالات مدعمّاً استقراء بأدلة نصيّة. فخلق بذلك ترابطاً طبيعياً في بناء البحث زاده تمسكأً وانسجاماً ما من الآثار المدروسة من وحدة وتكامل.
ومن أهم النتائج التي توصل إليها محمد المديوني "أن الاختيار التراثي الذي بدا في آثار عز الدين المدني ليس اختياراً عريضاً بل تجلى في شكل موقف جمالي وفكري وسياسي متماسك وهو ما ينزّل تجربة المدنى المنزلة اللائقة بها في إطار الإبداع المسرحي في البلاد العربية إضافة إلى طرحه لإشكالية العلاقة بين المثقف والسلطة في العالم الثالث". إلا أن هذا الاستنتاج لم يحجب حدود هذه التجربة في تحقيق غاية رياديّة وهي كتابة مسرحية عربية متميزة.
فقد بين المديوني بوضوح أن ذلك ليس في الوقت الحاضر سوى تطلع جاد قد تحققه الممارسات المسرحية المقبلة. وهذا الاستنتاج نفسه مشروع بحث كبير يندرج في نطاق الأدب المقارن ويحتاج إلى كثير من التنقيب في الآثار الغربية، لمعرفة رواسبها في مسرح المدنى وإبراز مدى تجاوزه لها.نبذة الناشر:تكثف الاهتمام بالتراث العربي فى السنوات الأخيرة بصفة ملحوظة ، فتعددت قراءاته ومفاهيمه وتوظيفاته ، وكثر التأليف فى إحيائه وتقييمه وأستلهامة فى شتى مجالات الفن والإبداع ، بحثا فى ثناياه عن قيم أصيلة تكون بديلا للثقافات الغازية . وقد رأى فيه بعض المبدعين مصدر إلهام يمكنهم من تجربة فنية متميزة يتجاوز النصوص المدونة إلى أشكال تعبيرية تندرج فى مفهوم التراث الشامل لسائر الفنون والآداب والصنائع والمعمار بلورتها التجارب النصية والتعامل الركحى فى نفس الوقت.
وقد شعر محمد المديوني بهذه الأبعاد فى تجربة المدني فاحب تقييمها اعتمادا على أدوات معرفية ثابتة وعلى نوع من الحدس الفني الذى لا يتوفر إلا لمن راض نفسة على معاناة الفن المسرحي تأليفا وترجمة وإخراجا. إقرأ المزيد