كم عمر الغضب
(0)    
المرتبة: 18,179
4.00$
الكمية:
شحن مخفض
تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: مكتبة مصر
نبذة الناشر:قبل أن يظهر كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل المشهور "خريف الغضب" فى الأسواق, نشر على هيئة سلسلة من المقالات فى صحيفة "الوطن" الكويتية. وطوال الوقت الذى كانت تنتشر فيه هذه المقالات, كانت سلسلة أخرى من الأفكار تتفاعل فى ذهنى وتتبلور يوما بعد يوم. كان كتاب هيكل.
بغير شك هو السبب ...المباشر فى إثارة هذه الأفكار, ومع ذلك فقد كانت أصولها أبعد من ذلك وأعمق بكثير, إذ كانت فى نهاية المطاف تأملات فى تلك الأزمة العقلية الشاملة التى شوهت تفكيرنا, حكاما ومحكومين, فى النصف الثانى من القرن العشرين. وحين اطلعت على ردود الفعل التى أثارها كتاب هيكل, أو ما نشر منه, فى الأوساط الرسمية والإعلامية والثقافية المصرية, والطريقة التى استجاب بها الناس له, مابين موافق ومخالف, ازدادت المور فى ذهنى وضوحا, وتبين لى أن المناخ السائد, الذى تولدت عنه هذه الأزمة العقلية, يلف الجميع, من مؤيدين ومعارضين, مهما بدا من اختلاف ردود أفعالهم فى الظاهر. وكانت المهمة التى أخذتها على عاتقى هى أن أحدد أبعاد هذه الأزمة, وأثبت أن المشكلة ليست مشكلة هيكل وحده, أو مشكلة التضاد بين هيكل وتلك القوى التى وقفت تحتج وتعترض عليه, وإنما هى أوسع من ذلك وأخطر. فقد تشوهت أشياء كثيرة فى عقولنا بفعل فترة القمع الطويلة التى لم تسمح لفكرنا بأن ينمو ويتطور بحرية.
فقد ظهر لى بوضوح كامل أن عددا لا يستهان به من مثقفينا ما زالوا يصرون على تصنيف المفكرين السياسين فى إطار تلك الثنائية المحدودة: الناصرية أو الساداتية. فأنت فى نظرهم لابد أن تكون هذا أو ذاك. وإذا انتقدت أحدهما فلا بد- فى رأيهم- أن يكون هذا النقد لحساب الآخر. اما أن يتخذ المفكر نفسه موقعا خارج نطاق هذه الثنائية, ويقف من الطرفين معا موقفا ناقدا متحررا, كما حاولت أن أفعل فى هذا الكتاب, فهذا ما يعجزون عن تصوره أو استيعابه.
والحق أن هذا الكتاب سيكون قد حقق الهدف الذى يرمى إليه كاتبه لو استطاع أن يقتع القارئ بأن مصر أوسع وأرحب من أن تختزل إلى الثنائية الضيقة المحصورة فى إطار ثورة يوليو, وبأن العهدين الناصرى
والساداتى, وإن اختلفا تماما فى مضمونهما وأهدافهما, قد أخضعا مصر لأسلوب فردى فى الحكم كان هو المسئول عن القدر الأكبر من هذا التدهور الذى نلمسه فى كل جوانب حياتنا, وهذا الانهيار القاتل فى معنويات الإنسان. ولو لم يدرك القارئ عن وعى طبيعة المنظور الاستقلالى الذى كتبت به هذه الصفحات, لأفلت منه الخيط الأساسى الجامع بينها, وعجز عن فهم الهدف الحقيقى الذى يرمى إليه كاتبها. إقرأ المزيد
كم عمر الغضب
(0)    
المرتبة: 18,179
تاريخ النشر: 01/01/1991
الناشر: مكتبة مصر
نبذة الناشر:قبل أن يظهر كتاب الأستاذ محمد حسنين هيكل المشهور "خريف الغضب" فى الأسواق, نشر على هيئة سلسلة من المقالات فى صحيفة "الوطن" الكويتية. وطوال الوقت الذى كانت تنتشر فيه هذه المقالات, كانت سلسلة أخرى من الأفكار تتفاعل فى ذهنى وتتبلور يوما بعد يوم. كان كتاب هيكل.
بغير شك هو السبب ...المباشر فى إثارة هذه الأفكار, ومع ذلك فقد كانت أصولها أبعد من ذلك وأعمق بكثير, إذ كانت فى نهاية المطاف تأملات فى تلك الأزمة العقلية الشاملة التى شوهت تفكيرنا, حكاما ومحكومين, فى النصف الثانى من القرن العشرين. وحين اطلعت على ردود الفعل التى أثارها كتاب هيكل, أو ما نشر منه, فى الأوساط الرسمية والإعلامية والثقافية المصرية, والطريقة التى استجاب بها الناس له, مابين موافق ومخالف, ازدادت المور فى ذهنى وضوحا, وتبين لى أن المناخ السائد, الذى تولدت عنه هذه الأزمة العقلية, يلف الجميع, من مؤيدين ومعارضين, مهما بدا من اختلاف ردود أفعالهم فى الظاهر. وكانت المهمة التى أخذتها على عاتقى هى أن أحدد أبعاد هذه الأزمة, وأثبت أن المشكلة ليست مشكلة هيكل وحده, أو مشكلة التضاد بين هيكل وتلك القوى التى وقفت تحتج وتعترض عليه, وإنما هى أوسع من ذلك وأخطر. فقد تشوهت أشياء كثيرة فى عقولنا بفعل فترة القمع الطويلة التى لم تسمح لفكرنا بأن ينمو ويتطور بحرية.
فقد ظهر لى بوضوح كامل أن عددا لا يستهان به من مثقفينا ما زالوا يصرون على تصنيف المفكرين السياسين فى إطار تلك الثنائية المحدودة: الناصرية أو الساداتية. فأنت فى نظرهم لابد أن تكون هذا أو ذاك. وإذا انتقدت أحدهما فلا بد- فى رأيهم- أن يكون هذا النقد لحساب الآخر. اما أن يتخذ المفكر نفسه موقعا خارج نطاق هذه الثنائية, ويقف من الطرفين معا موقفا ناقدا متحررا, كما حاولت أن أفعل فى هذا الكتاب, فهذا ما يعجزون عن تصوره أو استيعابه.
والحق أن هذا الكتاب سيكون قد حقق الهدف الذى يرمى إليه كاتبه لو استطاع أن يقتع القارئ بأن مصر أوسع وأرحب من أن تختزل إلى الثنائية الضيقة المحصورة فى إطار ثورة يوليو, وبأن العهدين الناصرى
والساداتى, وإن اختلفا تماما فى مضمونهما وأهدافهما, قد أخضعا مصر لأسلوب فردى فى الحكم كان هو المسئول عن القدر الأكبر من هذا التدهور الذى نلمسه فى كل جوانب حياتنا, وهذا الانهيار القاتل فى معنويات الإنسان. ولو لم يدرك القارئ عن وعى طبيعة المنظور الاستقلالى الذى كتبت به هذه الصفحات, لأفلت منه الخيط الأساسى الجامع بينها, وعجز عن فهم الهدف الحقيقى الذى يرمى إليه كاتبها. إقرأ المزيد
4.00$
الكمية:
شحن مخفض
هذا الكتاب متوفر أيضاً كجزء من العرض
- الزبائن الذين اشتروا هذا البند اشتروا أيضاً
- الزبائن الذين شاهدوا هذا البند شاهدوا أيضاً
لايوجد بنود
معلومات إضافية عن الكتاب
لغة: عربي
طبعة: 1
حجم: 20×14
عدد الصفحات: 160
مجلدات: 1
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع
- الأكثر شعبية لنفس الموضوع الفرعي
لايوجد بنود
دور نشر شبيهة بـ (مكتبة مصر)