تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: دار العالم الثالث
نبذة نيل وفرات:يحتل قطاع غزة موقعاً منفرداً في المخيلة الجماعية الإسرائيلة بهذه الشريحة الضيقة من الأراضي تبلغ مساحتها 370كيلومتراً مربعاً، ويسكنها 90 ألف نسمة نصفهم يعيشون في مخيمات اللاجئين غير صحية، مما يجعلها تعكس صورة لفئات خطرة يتعذر حكمها وأسيرة روحها المحافظة. وبينما كان قطاع من الإسرائيليين يطمع في ضم الضفة ...الغربية، لم يرتفع أي صوت يطالب بدمج قطاع غزة في أراضيهم وعلى النقيض أعرض بعض القادة عن رغبتهم في التخلص منه، فهو شريط من الأراضي محروم في آن واحد من الموارد الطبيعية ومن الأهمية الاستراتيجية بالنسبة للدول العبرية، ويبدو قبل كل شيء عصي الإدارة. وكان المجندون التابعون للوحدات العسكرية الإسرائيلية يخافون أثناء الانتفاضة من عنف المظاهرات في قطاع غزة ومن تواترها. وهم يحتفظون برؤية مرعبة عن المنطقة الواقعة جنوب الأراضي المحتلة، حتى أن القول: "اذهب إلى غزة حتى يرونك هناك" أصبح المراد في الأذهان لتمني نار جهنم، وكانت تلك الاستيهامات الإسرائيلية مصدراً للفخر القويم لدى الغزاويين.
وكتاب لوتيسيا يوكاي يعرض هذه الحقائق، انطلاقاً من نقص للحقائق أجرى على الواقع الفلسطيني، في غزة وسط شباب الانتفاضة الذي قلب توازنات الهيمنة الإسرائيلية واستراتيجية منظمة التحرير الفلسطينية، يتفجر العنف، وكان ذلك الاستقلال الذاتي نتاج محاولات تحويل ذلك العنف إلى ما يشبه الدولة قامت بها الدوائر الدبلوماسية. ولكن ما هو الأسلوب الذي نجا إليها الاستقلال الذاتي "لإدارة" شباب الأوساط الدبلوماسية. ولكن ما هو الأسلوب الذي لجأ إليه الاستقلال الذاتي "لإدارة" شباب الأوساط الشعبية في مخيمات وتجمعات غزة، بقيادة الكوادر الوافدة من المنفى والتي لا تعرض الانتفاضة، علماً بأن هامش منادراتها ظل محدوداً للغاية بفعل إسرائيل؟ وكيف تحولت تلك العناصر الفاعلة العنيفة والبطولية من أجل تحقيق مصيرها بنفسها في مواجهة إسرائيل إلى جماعة اجتماعية تقع تحت سيطرة فلسطينيين آخرين، وهل بوسع التحركات الإسلامية غير الممثلة في مكومة الاستقلال الذاتي والتي قامت بدور هام في الانتفاضة، ان تحول عدم الرضى الشعبي إلى رأسمال تستثمره؟ وما هي المصادر المتوفرة لدى نظام لم يرث شيئاً من الماضي الاستعماري ليعيد توزيعه، على عكس دول العالم العربي عندما حصلت على استقلالها؟ وهل يمكن أن تقضي انفجارات عنف جديدة أو أعمال إرهابية على أسس هذا الكيان. إقرأ المزيد