هيكل أو الملف السري للذاكرة العربية
تاريخ النشر: 01/01/2000
الناشر: مكتبة مدبولي
نبذة نيل وفرات:هيكل… أي هيكل هذا؟ محمد حسنين هيكل ذلك اللغز القائم في سماء الناصرية منذ زمن بعيد، منذ قيام الناصرية كتجربة سياسية وكفكر. هيكل صحفي، لا بل ظاهرة معقدة فمن الصعب أن تحدد له موقفاً مضبوطاً في مجالات السياسة والصحافة وكتابة التاريخ، وغيرها. ولعل ذلك التنوع في ريشته وفي شخصيته ...من العوامل التي تزيد منارة رياض الصيداوي معه طرافة وغرابة. كيف يدخل شاب طموح متحف حسنين هيكل أحد فراعنة القلم العربي ويرفع الستار عن ثنايا فكره ويكشف للقارئ عن بعض أسرار هذه الظاهرة العملاقة. والسؤال الذي يتردد في كل صفحة من صفحات هذا الكتاب هو مَنْ؟ هو محمد حسنين هيكل؟ أهو الو الوفاء لجمال عبد الناصر وللمبادئ العالية التي قامت عليها تجربته كالعروبة، وعدم الانحياز، وحركة التحرر في الوطن العربي وفي العالم، وقضية فلسطين ثم داخل المجتمع المصري الصاخب: محاولة رؤيا اجتماعية قوامها مزيد من العدل لصالح الإنسان ومزيد من الاعتبار لقيمة الإنسان. أين هيكل من حمال عبد الناصر؟ كيف واكب تجربته وكيف تفاعل مع الصفحات الموالية من تاريخ مصر وتاريخ الأمة العربية. بعض من كتبوا عن هيكل نعتوه بالتلون كالحرباء وبعضهم رأى في مسيرته محاولة للتأقلم مع المتغيرات المحلية والعربية والدولية. هل هو الغباء بعينه! أم هو عصارة فطنته وذكاء؟ هذا الصحفي الكبير اختار أن يولي الحدث كل اهتمامه. الحدث ولاشيء غير الحدث. ولكن من قال أن الحدث مستقل عن الإيديولوجيا، الفن الذي ارتقى إليه محمد حسنين هيكل والذي سعى الصيداوي إلى ضبطه عنده يكمن في قدرته على التأثير في الفكر السياسي العربي المعاصر والمساهمة بقسط وافر في تجديد أطره ومفاهيمه دون إعلان حرب على القديم. فن هيكل في ربط القلم بالعلاقات العامة اللامحدودة التي تربطه بكبار القوم في مصر وفي الوطن العربي وفي العالم بأسره، وفنه في ربط الحدث بالمناهج العامة للسياسة وللتاريخ. إنه ناصري إلى أبعد حدود فكره، وهو واقعي إلى أبعد حدود عمله السياسي أو قل إلى أبعد حدود علاقاته السياسية، ناصرية هيكل في حداثته فهو تغيير شامل لمهمة القلم الصحفي مثلما كان عبد الناصر تحول شامل في الرؤى وممارسة مسالك السياسة الوعرة. هيكل جدل متواصل بين الحدث والأحداث، بين ما يثير القلم وما يثير الفكر. في هذا الجدل توغل بحث رياض الصيداوي متخذاً مناهج أكاديمية في شكلها لكنها غنية بالتجديد والجرأة والمغامرة وانتهى إلى صورة جديدة لهيكل مختلفة عن تلك التي صورها أبناء جيله ممن أطنبوا في تشويهه أو في ذكر مزاياه. إقرأ المزيد