تاريخ النشر: 01/01/1999
الناشر: الدار المصرية اللبنانية
نبذة المؤلف:لم يصدق نلز أنه تحول إلى قزم، وقال لنفسه: "لا، هذا حلم ليس إلا، ولكنه حلم غريب وشاذ.. على أية حال.. لو أننى انتظرت بضع دقائق، فسوف أعود إلى ما كنت عليه بشراً سوياً".
وقف أمام المرآة، وأغمض عينيه، ثم فتحها ثانية بعد دقيقتين، متوقعاً أن يجد كل شئ قد انتهى ...إلى ما كان عليه وأن الأمور عادت إلى سيرتها الأولى، ولكن ذلك لم يحدث. لقد ظل صغيراً قزماً، الشعر الذهبى، والنمش حول الأنف، والخطوط المرسومة على بنطلونة والرتق الموجود فى جوربه.. كل شئ لا يزال كما هو وكما تعوده، ولكن باستثناء شئ واحد أن هذه الأشياء أصبحت كلها صغيرة جدا.
أدرك أنه ليس من الخير أن يظل ساكناً ينتظر.. لابد أن يحاول شيئاً آخر. ورأى أن أفضل وأحكم شئ أن يجد فى البحث عن القزم، ويعقد سلاماً معه، ويتصالحا. وبينما كان يبحث عنه، ظل يبكى ويدعو ويصلى، ويعد بأن ينفذ له كل ما يطلبه. إنه لن يخل بوعده أبداً بعد ذلك، ولن يكون مشاكساً.. ولن ينام أو يغفو أبداً وهو يقرأ كتابه المقدس، أو يصلى، أخذ يعد بأنه لو عاد بشراً سويا، فسوف يكون ولداً طيباً مطيعاً.. ولكن وعوده هذه لم تأت بنتيجة.
وتذكر فجأة أنه سمع أمه ذات يوم تقول: "إن الكائنات الصغيرة تسكن حظيرة البقر" وقرر على الفور أن يذهب إلى هناك، لعله يجد القزم، ومن حسن حظه أن كان باب الكوخ مفتوحاً، وإلا لما عرف كيف يصل إلى المفتاح، وعندما تلفت حوله باحثاً عن حذائه، تعجب.. لم يدر كيف يمكنه بوضعه هذا أن يرتدى حذاءه الكبير، ولكن بصره وقع على حذائين صغيرين جدا عند عتبة الباب.. وأدرك أن القزم كان عاقلاً حكيماً تماماً إذ سحر له حذاءه أيضاً.. وبدا واضحاً أن هذه الحالة سوف تستمر طويلاً.
رأى عصفوراً رماديا يثب فوق الممر الخشبى أمام الكوخ.. ولم يكد العصفور يرى الصبى، حتى صاح:
"تى تى! تحاتى! انظر إلى نلز الولد الغبى!.. ها هو عقلة الإصبع. انظر إلى نلز عقلة الإصبع".
التفت نحوه على الفور فى نفس اللحظة الإوز والدجاج، صائحين فى الصبى بصوت مفزع. وصاح الديك: "كوكو كوكو... هذا جزاؤه العادل.. هذا ما يستحقه.. كوكو كوكو. لقد نتف ريشى".
وصاح الدجاج: "كا -كا، لقد لقى جزاؤه".
أما الإوز، فقد تجمع فى حلقة متماسكة، وضم رؤوسه معاً، وتساءل: "من فعل هذا؟ من الذى استطاع أن يفعل هذا؟".
لكن الأغرب من هذا كله... أن نلز فهم ما قالوه! إقرأ المزيد