الفقر وثروات الأمم الضائعة ؛ الجزء الأول
(0)    
المرتبة: 223,349
تاريخ النشر: 02/10/2025
الناشر: خاص - عماد صالح سلام
توفر الكتاب: يتوفر في غضون 48 ساعة
حمّل iKitab (أجهزة لوحية وهواتف ذكية)


نبذة الناشر:هذا الكتاب... دراسة وتحليل ظاهرة تزايد معدل الفقر في كثير من دول العالم، حيث أن غالبية الدول الفقيرة هي الدول التي كانت مستعمَرة من قبل.
فقد قام الاستعمار الأوروبي (البرتغالي، الإسباني، البريطاني، الفرنسي، الهولندي، الألماني، البلجيكي، الإيطالي) مع كشوفه الجغرافية في القرن الخامس عشر، بالسيطرة والاستيلاء على مناطق شاسعة من ...العالم.
ومع نفوذ هذا الاستعمار فقد ارتكب الكثير من الفظائع والأعمال الإجرامية، مثل الإبادة الجماعية لسكان أمريكا الأصليين (الهنود الحمر)، والقتل والاستغلال البشع لجميع السكان الأصليين بالدول المُستعمَرة، والاستيلاء على أراضيهم وممتلكاتهم وتراثهم الثقافي، ونهب ثروات المُستعمَرات والاستيلاء على مواردها الطبيعية وخيراتها على مدى ستة قرون، مما أدى إلى انتشار الفقر بين شعوبها.
كما كان التنافس الاستعماري الأوروبي في التجارة بالإنسان الأفريقي والعبودية لأكثر من أربعة قرون، في أبشع الظواهر والأحداث في تاريخ البشرية، وأسوأ انتهاك لقيم وحقوق الإنسان.
فصعود الرأسمالية الأوروبية والرفاهية التي يعيشها المواطن الحالي في أوروبا، ليست إلا ثروات المُستعمَرات التي جرفتها الإمبراطوريات الاستعمارية.
وقد استفادت الدول الأوروبية من النهضة العلمية والملاحية بالأندلس ومن التراث العربي الإسلامي من خرائط ومعدات ملاحية وسفن، حيث الإسهامات العربية في المعرفة والكشوف الجغرافية تسبق الاكتشافات الأوروبية بأكثر من ستة قرون.
كما يوجد الكثير من الحقائق والأدلة التاريخية التي تبرهن على الوجود العربي والإسلامي بالأمريكيتين قبل وصول “كولومبس“ بمئات السنين، وكذلك رحلات البحار المسلم الصيني “تشنغ خه“ إلى أمريكا كانت تسبقه بنحو 71 عاماً.
فقد كانت آثار الاستعمار الأوروبي سلبية وكارثية على الدول المُستعمَرة من كافة الجوانب الاقتصادية والاجتماعية وغيرها من نواحي الحياة السياسية والدينية والثقافية والديموغرافية والبيئية والنفسية خلال الحقبة الاستعمارية، وامتدت آثاره على كثير من هذه الدول لعقود من الزمن بعد استقلالها.
كما كان الاغتصاب الصهيوني لأرض فلسطين آثاره الكارثية وضياع حقوق الشعب الفلسطيني، في ظل عمليات القتل والتهجير والاستيلاء على الأراضي والممتلكات، وارتكاب الكيان الصهيوني من الفظائع والأعمال الإجرامية ضد الإنسانية والإبادة الجماعية وجرائم التطهير العرقي.
فكيف أفقر الاستعمار الأوروبي مناطق شاسعة من العالم؟ حيث نجد ميراث هذا الاستعمار في تنمية التخلف الاقتصادي والاجتماعي، والتبعية السياسية ودعم الحكام المستبدين من أجل نهب ثروات الشعوب بعد الاستقلال الضائع، وما تعانيه الدول التي كانت مُستعمَرة من مشكلات خلفها الاستعمار، مثل الحروب الأهلية والنزاعات الحدودية والإقليمية، وعدم الاستقرار السياسي، وتشويه التنمية الاقتصادية، وضعف الكفاءات الإدارية والمهنية، والتمييز والتفرقة العنصرية، وتمزيق الوحدة الاجتماعية، وتفكيك الروابط القبلية والأسرية، وتشجيع الانقسامات العرقية والمذهبية والطائفية، وإدخال بعض العادات والتقاليد والمعتقدات الغربية لتغيير الهوية الثقافية والاجتماعية. إقرأ المزيد