أوديب وثيسيوس من أبطال الأساطير اليونانية
(0)    
المرتبة: 487,741
تاريخ النشر: 31/12/2024
الناشر: كليوباترا للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:كان لايوس Laïus منذ ارتقى إلى عرش ثيبا Thèbes يحيا حياة سعيدة راضية مع زَوْجِهِ جُوكاست Jocaste. ولم يكن يكدِّر صفو هذه السَّعادة إلا شيءٌ واحدٌ وهو أنَّ الزَّوجين لم يُرْزَقَا الولد؛ فخطر للملك أن يستثير أبولون Apollon في محنته هذه، لعله أنْ يَجِدَ له منها مخرجًا، وأنْ يُتِمَّ عليه ...نعمة الملك السعيد المجيد الذي لا يقتصر على شخص صاحب العرش، وإنما ينتقل منه إلى ذُرِّيته التي تتوارثه أجيالها إلى آخر الدهر.
فلم يكن لايوس قصير الأمل ولا محدود الأمد.
لم يكن يُرِيدُ أَنْ يَمْلِكَ ليس غير، وإنما كان يُريد أنْ يُنشئ أسرة مالكة.
ولكن أبولون لم يكن سمحًا ولا مُواتيًا؛ فأظهر للملك في شيء من الإلغاز ما خبأه له القضاء. أعلن إليه أَنَّهُ إِنْ رُزِقَ الولد فسيقتله ابنه.
وقد عاد لايوس من معبد أبولون مهمومًا، شديد الحزن، موزَّع النفس بين الحرص على الحياة والرَّغْبَةِ في الولد الذي يَرِثُ المُلك، ويُخَلِّد الذكر.
وقد شكَّ طويلًا أو قصيرًا بين هاتين العاطفتين، ولكنه آثر الحياة آخرَ الأَمر على الولد، فرضي العُقْم، بل رغب فيه وحرص عليه.
غير أنَّ القضاء ماضٍ إلى غايته دائمًا، فما هي إلا أن يرزق لايوس من زَوْجِهِ جوكاست هذا الغُلام الذي أنذره أبولون بأنه سيُذيقه الموت.
هُنالك استأثر الحرص على الحياة بنفس الملك؛ فأزمع أن يقتل ابنه قبل أن يقتله هذا الابن، وأسلم الطفل إلى راعٍ من رعاته، وكلَّفَهُ أنْ يُلقيه على الجبل نهبًا للسباع. ولكنَّ الراعي لم يكن قاسيَ القلب ولا غليظ الطبع، فلم يُلق الطِّفْلَ على الجبل ولم يَقْتُله، وإنما أَسْلَمَهُ إلى راعٍ آخر لملك كورنت Corinthe في بعض الرِّوَايات، أو عَلَّقَهُ إلى شجرة من أشجار الجبل من رجليه اللتين شقهما، وجمع بينهما بحبلٍ متين.
ومهما يكن من اختلاف الرِّوايات، فإنَّ الصبي لم يمت نهبًا للسباع ولا نهبًا للجوع والبرد والجراح، وإنما تلقَّاه راعي كورنت فعطف عليه ورفق به. إقرأ المزيد