تاريخ النشر: 28/12/2021
الناشر: مؤسسة مجاز الثقافية
نبذة الناشر:كانت عبارة «أنا هقول للعمة نور» كفيلة أن تطفئ حرائق البيوت قبل اشتعالها، حتى الصغار الذين كان تدس لهم «حبات الكرميلة في جيب جلبابها» وتسير تغرف بيدها وتعطيهم لكيلا يشعروا بمرارة الفقر، وقفوا ينتحبون عليها.
أوصدوا باب القبر واستداروا للدعاء، ووقف يصافح المشيعين ثم عاد إلى حيث كانت ترقد في لحظاتها ...الأخيرة, فراشها مازال دافئًا، وضحكتها مازال صداها في الجدران, أيعقل أن تموت أمه العمة نور وهي التي لم تحن رقبتها لشئ حتى للموت! أيعقل أن تموت أمي! كان يسأل نفسه.
أغلق عليه غرفتها يوم وراء الآخر لا يتكلم فقط يغير ثيابه ويقتات الطعام على مضض , الأيام باتت شهور والشهور سنوات عشر سنوات كاملة كبر فيها أبناؤه وهو مازال قابعًا في الغرفة ينتظر أمه أن تعود, يتهته في أحرف القرآن حتى حفظه, طالت لحيته بطول ليالي السنوات وعددها، وكساها الشيب. إقرأ المزيد