تاريخ النشر: 17/02/2019
الناشر: دار الوليد للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:وقعت في الحيرة مجدداً ما أن أفرغت الحقيبة.
الآن !! ماذا أفعل ؟ متى يتصلون بي ؟ الهواتف الثابتة للجائزة في حوزتي والساعة قاربت السابعة مساءً ! .
هل أطلب أحد الأرقام ؟ أيقتصر الدوام الرسمي للهيئة على فترة الصباح ؟ تشاغلت عن الفكرة بتصفح قنوات التلفاز. المحطات الهندية وشرق الآسيوية تحت ...المقام الأول. ثمة قنوات أوروبية أشاهدها للمرة الأولى. مدن الملح ... مزيج إثني غير متجانس، أمم وأعراق متنافرة، أفواه جائعة، سواعد متدافعة أنفاس لاهثة وعقول مهاجرة بحثًا عن إكسير الحياة ... عن ملح العصر: المال.
هنا عالم أنثروبولوجي يُفصح عن نفسه بوضوح، تكاد دائرته البشرية تكتمل لو لم يُغفل الهنود الحمر وعشائر الإسكيمو في نسيجه.
اتصال هاتفي. زقزق قلب فرحاً وأنا ألتقط صوتاً لمتحدث بالعربية من الطرف الآخر، عرف صاحبه عن نفسه وطلب مني موافاته إلى المطعم في الطابق الثامن لتناول العشاء. فضحت سذاجتي وانعدام خبرتي باستخدام مرافق الفنادق الفخمة حين طلبت من محدثي موافاتي إلى الغرفة واصطحابي إلى العشاء. بمعنى آخر تسولت الأمومة من شخص غريب. رن جرس الباب، لم يخب رجائي، فها هو السيد (هيثم ك ك) يُطل بحياء من يقف بباب غرفة نوم إمرأة غريبة، فيزرع عينيه في الأرض ولا يرفعهما إلا لمماً:
- مساء الخيرات، حمداً لله على السلامة.
قدم يده قائلاً: (هيثم ك ك)، مدير العلاقات العامة في الهيئة .. حضرتكِ جاهزة؟
أوميت برأسي وأجبت بحماس: جاهزة.
أفسح طريقاً لعبوري أمامه بعد أوصد الباب وسلمني المفتاح.
انطلق بنا المصعد الشفاف إلى الطابق الثامن بسرعة جعلت قلبي يختض في صدري ويكاد يثقبه منتفضاً متشظياً كقنبلة انشطارية. أدركت للتو ما يعينه رهاب الأماكن المرتفعة حين تمسكت بالمقابض الحديدية للمصعد عن يميني وشمالي وشعور بالغثيان واختلال التوازن يجتاح قدي الضئيل ويرجرجه كما لو كنت جالسة على كرسي كهربائي في محضر استجواب وتعذيب. أسندني (هيثم ك ك ) من مرفقي ورافقني إلى الطاولة المطلة على البحر، قدم لي حبة دواء وكأس ماء. انتظر بضع دقائق قبل أن يُجري اتصالاً هاتفياً بفتاة، ما أن حضرت حتى استعدت عافيتي فقدمها لي قائلاً:
- الآنسة (براءات الأشقر) ... صحفية ومقدمة برامج رائعة في فضائيتنا إقرأ المزيد