تاريخ النشر: 01/01/1993
الناشر: مكتبة مصر
نبذة المؤلف:هذه هى القصة التاريخية الخامسة للأديب الكبير: على أحمد باكثير، ظلت طى النسيان، منذ نشرها على ثلاث حلقات، فى مجلة "القصة" المصرية عام 1965 م، وهذه الرواية لا تقدم الجديد فى الفن الروائى التاريخى عند باكثير فحسب، بل وتعيد النظر فى أقوال النقاد حول الرواية التاريخية فى الأدب العربى: فهى ...ترد على الذين يزعمون أن الرواية التاريخية، جاءت مرافقة لفترة المد القومى، ثم اختفت بعد ثورة مصر 1952 م.
وهى ترد على الذين يزعمون أن الرواية التاريخية، إنما تناسب الأديب فى بداية مشواره الروائى لسهولة اختيار مادتها، وضعف الخيال فيها. وها هو باكثير يكتبها قبل وفاته- رحمه الله- بأربع سنوات. ولم يكتب رواية غير تاريخية إلا "ليلة النهر". وهى أضعف رواية- فنيا وموضوعياً-.
ويرى باكثير أن المادة التاريخية أفضل من المادة المعاصرة، فى إيصال الهدف الفنى: "إن الفن عموماً، والفن المسرحى خصوصاً ينبغى عندى أن يقوم أكثر ما يقوم على الرمز والإيحاء، لا على التعيين والتحديد، فتكون الحقيقة التى يصورها العمل الفنى، أوسع وأرحب من الحقيقة التى يمثلها الواقع.
ومن ملامح التطور الفنى- لدى باكثير- فى هذه الرواية، أن البطل "مصعب بن الزبير"، قد حظى باهتمام الكاتب، اهتماماً كبيراً، إذ استغنى المؤلف عن الجانب الشكلى لشخصية البطل، وركز على الجانب الباطنى، حيث يدور الصراع الداخلى بين حب مصعب لنسائه الأربع، وبين واجبه إزاء أخيه عبد الله، خليفة المسلمين فى مكة- فى مواجهة خصومه كالخوارج والمختار، وبنى أمية فى الشام. وتبلغ المأساة ذروتها حين يدفعه حبه لزوجته "سكينة بنت الحسين"، وواجبه لأخيه إلى مقاتلة صديقه، ورفيق صباه "عبد الملك بن مروان"- خليفة المسلمين فى الشام-. وكان مصعب حريصاً على تجنب هذه المواجهة. ويوظف "المنولوج الداخلى" فى الكشف عن أثر هذا الصراع فى نفس البطل توظيفاً، قل ما نجده فى الرواية التاريخية.
ومن مظاهر التجديد أيضاً الاقتصاد البارع فى الحدث التاريخى، إذ تنتهى الرواية قبل وقوع المواجهة العسكرية بين جيش العراق بقيادة مصعب، وجيش الشام بقيادة عبد الملك، وذلك أن هذا الحدث- لو حضر- لن يقدم شيئا جديداً. فكل ما أراده المؤلف قد تحقق: تصوير الصراع فى نفسية هذا البطل. استعراض أسباب النصر، وأسباب الهزيمة، فسياسة عبد الملك الحكيمة، وكرمه يقودانه إلى الهزيمة. فنتيجة المواجهة العسكرية أصبحت معروفة لدى القارئ، فما الداعى لتفصيلها؟. ونهاية البطل كذلك، فما الداعى لمواصلة السرد حتى موته؟. إقرأ المزيد