الجيش المصري في الحرب الروسية المعروفة بحرب القرم ؛ 1853 - 1855 م
(0)    
المرتبة: 27,395
تاريخ النشر: 01/01/1996
الناشر: مكتبة مدبولي
نبذة نيل وفرات:لقد كانت شبه جزيرة القرم في القرون التي خلت من البلاد الإسلامية، وكان يسكنها قوم من التتر، ويتولى حكومتها ويشرف عليها حاكم يلقب بلقب (خان). وقد كانت روسيا تطمح بأنظارها إلى امتلاك الآستانة في كل وقت وزمن، وكانت في كل فرصة تسنح لها وتدينها من قصدها، وتشن الغارة على ...تركيا لتقتطع منها شيئاً من ممتلكاتها لتصل بذلك إلى تحقيق بغيتها. وقد كان الباعث الحقيقي على الحرب الروسية المعروفة بحرب (القرم) 1853-1855 مطامع القيصر نقولا الأول الموجهة نحو الآستانة، فقد تذرع هذا القيصر بشجار نشب بين الرهبان على أثر انتزاع قسس اليونان المشمولين برعايته الروحية جملة أديرة لرهبان الأراضي المقدسة. فرفع هؤلاء شكواهم إلى السلطان عبد المجيد زاعمين أنهم مستظلون بحماية دولة فرنسا، فعين السلطات لجنة مؤلفة من فرنسيين ويونانيين وكلفها التحقيق في هذا النزاع. وتحت تأثير ضغط القيصر أصدر السلطان فرماناً روعي فيه مصلحة اليونانيين، فشجع هذا العمل القيصر نقولا فأرسل إلى الآستانة الأمير منتشيكوف وأوعز إليه أن يطلب من الباب العالي الاعتراف بحماية القيصر لكافة المسيحيين اليونان المقيمين في الإمبراطورية العثمانية، فأبى الباب العالي إجابة هذا الطلب. وفي 5 مايو/أيار سنة 1853 قدم منتشيكوف إنذاراً نهائياً إلى الباب العالي ضمّنه معنى هذا الطلب فصمم على رفضه وعلى ذلك أصدر القيصر نقولا أمراً لجنوده بالزحف والإغارة على إمارتي الدانوب فاشتعلت نيران هذه الحرب. وقد قضت الفرمانات (الأوامر) السلطانية التي كانت تسود علاقة مصر بتركيا أن يشترك جيش مصر البري والبحري في الحرب الروسية هذه والمعروفة بحرب الشرق أو القرم أو سباستبول. وقد سحبت هذه الحرب بالاسم الأخير تذكاراً لحصار هذه المدينة الحصينة، وهو حصار جدير بالذكر لما ترتبت عليه من استيلاء جيوش المتحالفين فرنسا وإنكلترا وتركيا عليها وانتصارهم في هذه الحرب انتصاراً حاسماً. وفي هذا الكتاب يروي المؤلف قصة هذا الاشتراك الذي انتهى بصورة مشرفة للجنود المصريين، منوهاً بالجهود التي بذلتها مصر لمساعدة الدولة التركية في هذه الحرب. إقرأ المزيد