تاريخ النشر: 30/12/1998
الناشر: خاص -محمد حسن عبدالعزيز
نبذة المؤلف:تتغير اللغة باستمرار بتغير المجتمع الذى يستخدمها، فتختلف من وقت الى وقت ومن مكان الى مكان وليس هذا التغير عمل فرد أو أفراد- وان كان يحدث أحيانا- بل عمل المجتمع بأسره، وقد بذل علماء اللغة المحدثون كثيرا من الجهد للتعرف على أسباب التغير وقوانينه ان كانت تحكمه القوانين كزعم بعضهم، ...وقد اختلفوا فى ذلك اختلافا شديدا.
وتطور العربية الفصحى منذ العصر الجاهلى حتى اليوم تطور مدرك لا يختلف عليه أهل النظر ولا سيما اذا وضعنا فى الاعتبار تطور الألفاظ والأساليب، وان كنا نميل الى ما أشار اليه المؤلف من أن تاريخ التطور فى الأساليب ما زال حقلا لم يستغل حتى اليوم ان لم يكن مهملا تماما، وثمة مراحل من هذا التطور كان ينبغى أن تدرس فى حينها، وهى اليوم تستثير همم الباحثين، فمسار التطور فيها واضح وأمثلته وشواهده غنية وغزيرة، ومن تلك المراحل ما يعرف بالعربية المولدة فى العصر العباسى، وقد أصاب المؤلف حين أدرك العقبة الكبيرة التى تبرز عند بحث مثل هذه التطورات الأسلوبية، وذلك أن الأساليب العربية ابتداء من العصر العباسى فصاعدا تكاد تتوحد ويحكى بعضها بعضا مع وضوح بعض الخصائص الفردية أو الاقليمية فيها، بيد أن هذه العقبة ينبغى اقتحامها، وقد قام المؤلف بشئ من هذا، لقد أراد الى أن يضع أمامنا صورتين واضحتين، صورة لتطور الفكر اللغوى عند العرب فى العصر الحديث، وجهاد رجال النهضة من الأدباء والعلماء فى تحديث العربية وجعلها وافية بمقتضيات الحياة وصورة لتطور العربية نفسها فى ألفاظها وأساليبها، ثم أوضح لنا أسباب هذا التطور فى الحالين، لقد رأى لتحقيق هاتين الصورتين أن يدرس الموضوعات الآتية: القياس والنحت وتعريب الألفاظ وتعريب الأساليب وتطور الدلالة وتيسير النحو، وقد أصاب فيما رأى، ولا أقول انه أوفى بما أراد اليه أو بما نتوقعه منه فقد قارب وسدد، وحسبه أنه نهض للبحث والدرس وجد فى التفسير والتعليل.
ولهذا آثرت أن أنوب عنه فيما فاته وأن أقضى عنه بما ألزم نفسه به، وكنت أتخذ لذلك طريقين، فاذا كانت الملاحظة ضرورية لتجلية غامض أو تفسير مشكل جعلت لها مكانا بين هوامش المتن، واذا كانت الملاحظة استكمالا لما ذكره أو توفية لما فاته جعلتها فى نهاية الفصل مرقمة مرتبة بحسب مكانها فى المتن. إقرأ المزيد