تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: كيان للنشر والتوزيع
نبذة الناشر:تعلم ياسمين أنّ الفتيات يتجنّبن إيذاءها بحديث مباشر قد يجرحها، لكنّ الدّاء تفشّى واستفحل وأصبح الموضوع الرّئيسيّ لكلّ مجلس.
تفاجأ بنظرات حذرة من حين إلى آخر حين تقطع ممرًّا أو تتوقّف عند مكتب، وتلتقط كلمات مبعثرة في غفلة من أصحابها.
“لم تعد فرنسا بلدًا آمنًا. التهديد بالإرهاب يثير الرّعب في قلوب ...المواطنين الذين صاروا يخشون على حياتهم من تفجيرات إرهابية قد تطرأ في أيّ حين”.
“إنّ وجود إرهابيّين يتجوّلون أحرارًا على الأراضي الفرنسيّة يثير القلق والفزع في الشارع ويقوّض الإحساس بالأمن، ويدفع إلى ثورة شعبيّة ضدّ قوات الأمن والحكومة القائمة التي لم تفعل شيئًا حتّى الآن لإعادة الاستقرار وتفكيك الخلايا الإرهابيّة”.
“إنّهم بيننا.
يروننا ولا نراهم.
الإرهابيّون يتوغّلون في مجتمعنا ويندمجون فيه ويحاصروننا من الدّاخل.
لم يعد بالإمكان تمييز الإرهابي بكونه شابًّا عاطلاً ومنحرفًا من أصول مغاربيّة.
حيث إنّ التجربة قد أثبتت أنّه قد يكون حاصلاً على شهادات علميّة مرموقة وإطارًا في شركة معروفة”.نبذة المؤلف:حين تحدّثتا عن موضوع السّفر لأوّل مرّة، تكلّمت أمّها فاطمة بشيء من الفلسفة. حدّثتها عن نبات الياسمين الذي أعطتها اسمه. مثل الياسمين، ربّتها على القناعة والاكتفاء بالقليل. فهو نبات لا يحتاج إلى الكثير من العناية. تكفيه دفعة واحدة من السّماد في ربيع كلّ عام، وتربة رطبة دون فيض من السقيا. جميع أنواع الياسمين تفضل النّموّ في مكان مشمس، لكنّها تتحمّل وجود شيء من الظلّ. وشمس تونس كانت مواتية لنضجها وتكوين شخصيّتها، وقد أصبحت جاهزة لتحمّل شيء من ظلال أوروبا ذات المناخ البارد. مثل الياسمين الأبيض المتوسّطي، كانت رقيقة في مظهرها، لكنّ شخصيّتها قويّة وثابتة، مثل رائحة الياسمين النفّاذة والفريدة التي تبثّ إحساسا بالدّفء لا تملكه الورود الأخرى. لم تتكلّم عن دلالة الياسمين العاطفيّة التي بحثت ياسمين عنها مذ اهتمّت بمدلولات الزهور في بداية مراهقتها. عرفت أنّ إهداء زهر الياسمين لامرأة يعني “لماذا لا تحبّين أبدًا؟”. والدها أهداها هي، ياسمين، إلى والدتها. كانت آخر عطاياه لها حين تخلّى عن حضانتها إثر الطّلاق. وهي “لم تحبّ بعده أبدًا”. كانت جديرة بتقبّل زهرة الياسمين. تفتقد أمها كل يوم أكثر من اليوم الماضي. مع مرور الوقت تزداد يقينًا من ضياعها بدونها. كانت تعلم أن الغربة ليست تجربة سهلة، ومع ذلك وافقت على سفرها. علّمتها كيف تكون ياسمينة حقيقيّة. لكن لعلّها غفلت عن حقيقة مرّة. زهرة الياسمين تذبل بسرعة حين تغادر تربتها وتنسّق في شكل “مشموم” جميل. إقرأ المزيد