تاريخ النشر: 14/09/2014
الناشر: دار أخبار اليوم
توفر الكتاب: نافـد (بإمكانك إضافته إلى عربة التسوق وسنبذل جهدنا لتأمينه)
نبذة الناشر:أول الكلام
«عنده المرض الخبيث»..
فى طفولتى وصباي، حين كنت أسمع هذه الجملة، يدور برأسى سؤال قاسٍ: متى يقضى المسكين نحبه؟
«المرض الخبيث» لم يكن يعنى إلا السرطان الذى يخشى اللسان نطقه، وترتعد الأذن أن تسمعه، وتكفى الاشارة إليه لإستدعاء الخوف والرثاء والترقب المشوب بجزع وحذر.. و.... و.... وعشرات المشاعر المتضاربة المتصارعة فى ...النفس. فى مرحلة الشباب أصبح يشار للمرض باسمه الصريح، وباتت الإصابة به خبراً معتاداً، وتخفف أهل المريض، والمريض نفسه فى أحيان غير قليلة من التعامل مع الأمر على أنه خطير وجلل، فقد انتشر على طول وعرض خريطة مصر، ولم يستثن حياً أو قرية. خلال العقدين الأخيرين سجلت مصر معدلات جعلتها تتصدر قائمة الدول الأكثر اصابة بلعنة السرطان وأورامه المميتة، تماماً كأمراض عديدة كان المصريون الأسوأ حظاً فى ارتفاع نسبة تفشيها فى أجسادهم، وكانت تلك الأمراض محطة تسبق دخول المريض نادى المصابين بالسرطان، ولعل أمراض الكبد الأشهر فى هذا السياق المؤسف. لكن يظل الصراع خالداً بين المرض والعلاج، وبين الفيروسات الفتاكة والعلماء الساهرين على مواجهتها، ومحاولة صناعة الأمل ليواصل البشر الحياة، وهم على يقين أن لكل داء دواء، وإن طال وقت تحصيله. السرطان على خبثه، وقدرته على الفتك، والمناورة لم يكن استثناء من ذلك الصراع الأبدى، وكانت هناك دائماً اختراقات تؤكد قدرة الإنسان والعلم على احراز نجاحات تجعل الإنسان أكثر قدرة على العيش الآمن المبرأ من المرض، حتى وإن كان السرطان. ولعل ما يميز مؤلف هذا الكتاب أنه صاحب تجربة ذاتية، فأحب الناس إلى قلبه عانى، ودفع الثمن عمره وشبابه، فكان التحول الكبير، وقرار دراسة الطب، ثم التخصص فى مواجهة السرطان الذى كان يعنى فى لحظة أليمة أنه الموت الذى يخطف الأحبة. د.على زيدان لم يلبث أن اكتشف بعد أن بدأ رحلة المواجهة أن السرطان كأى مرض، وأن أول خطوات المواجهة الصحيحة الاكتشاف المبكر، ويستلزم ذلك أن يزول أى التباس لدى المريض والطبيب على السواء، بين السرطان وما عداه، أى أن التشخيص الدقيق يمثل نقطة الحسم التى توجه البرنامج العلاجى فى الوقت المناسب، ومن ثم الشفاء التام بعكس ما كان سائداً لعقود طويلة فى أذهان الجميع حتى الأطباء!
فى هذا الكتاب يتعرف القارىء على ماهية السرطان، ودور العامل الوراثى والتغذية والتدخين، والظروف الاقتصادية والاجتماعية، والأعراض المختلفة، وإمكانية الاكتشاف المبكر، والقابلية للشفاء، والطرق المتاحة لعلاج الأورام من الإشعاع، إلى العلاج الكيميائي، والجانب النفسى، وصولاً إلى الاتجاهات المستقبلية فى العلاج الموجه و……… و……ويصحب المؤلف القارىء - عبر صفحات الكتاب - للتعرف على أنواع الأورام، ومواقعها بالجسد، وأعراضها، والعلاج الأمثل باللجوء للجراحة ومتى تكون ضرورية، وكذلك الطرق غير الجراحية، ليستعرض التطور المذهل فى آليات العلاج، وتعدد البدائل المتاحة أمام الطبيب المعالج، مع التقدم الكبير فى وسائل التشخيص وآفاق العلاج التى أصبحت بلا حدود. ولأن حجم كتاب اليوم لا يحتمل أن يعرض د.زيدان كل ما عنده فى عدد واحد، فإننا نعد القارىء بأن يكون هناك جزء ثانٍ لإستكمال رحلة بث الأمل مع الجديد فى علاج السرطان بإذن الله.
علاء عبد الوهاب إقرأ المزيد