الأبعاد الاجتماعية والثقافية للتحرش الجنسي بالمرأة
(0)    
المرتبة: 123,693
تاريخ النشر: 01/01/2014
الناشر: المكتب العربي للمعارف
نبذة الناشر:"يا مخلفة البنات يا شايلة الهم للممات" هذا المثل العامي يجسد أول عنف تقابل به الأنثى عند الولادة من قبل الأسرة، حيث تتعرض الأنثى في كل مراحل عمرها، وفي كافة أنحاء العالم وعلى مدار التاريخ المختلف لأشكال وأنواع العنف البدني والنفسي. وبعد أن قضى الإسلام على الممارسات الجاهلية الهمجية بوأد ...الإناث في المهد منذ ما يزيد على الأربعة عشر قرنًا- يأتي التقدم الهائل في تكنولوجيا الهندسة الوراثية البشرية ليتيح للبعض أن يعيدوا إلى الوجود وأد الإناث ولكن ليس في المهد وإنما وهن مازلن أجنة في الأرحام، فالبعض من الأزواج- وأحيانًا الزوجات- ممن لا يرغبون في إنجاب الإناث حين يعلمون أن الجنين أنثى عن طريق تكنولوجيا تشخيص جنس الجنين- يلجئون إلى قتله والتخلص منه بعملية الإجهاض. وفي بعض البلدان الشرقية- ومن بينها العالم العربي- والتي تعلو فيها قيمة الطفل الذكر على الطفلة الأنثى تتعرض المواليد الإناث للتفرقة بسبب النوع، فتنال قدرًا أقل من الرعاية الأسرية والصحية والنفسية والتعليمية وغيرها.
يعد التحرش الجنسي بالمرأة، ظاهرة قائمة في كل المجتمعات سواءًا كانت شرقية أم غربية، نامية أم متحضرة، وإن اختلف مدى انتشارها وتفاقمها من مجتمع لآخر وفقًا لمدى احترام حقوق الإنسان ونظرة المجتمع للمرأة، ومدى تمتعها بحقوق مساوية للرجل، ومدى التواجد الأمني في المجتمع، وأمور أخرى كثيرة بعضها مرتبط بالوازع الديني والثقافة السائدة. إن هذه الظاهرة لا علاقة لها بدين محدد، فكما هي موجودة في بلاد يدين أغلبها بالدين المسيحي فإنها أيضًا موجودة في مجتمعات يدين أغلبها بالدين الإسلامي واليهودي أو أديان أخرى وعلى الرغم من الاهتمام الدولي بهذه الظاهرة وتتبع الصحافة للعديد من المسئولين الكبار في العالم من وزراء محليين وصولًا لرؤساء جمهوريات متهمين بالتحرش الجنسي إلا أن الدول العربية بدأت الاهتمام بهذه الظاهرة متأخرًا، حيث بدأت تتنبه إلى خطورة الظاهرة على مجتمعاتها، وقد اتسمت ردود الفعل الرسمية بالتباين ما بين الإصرار على إنكار كونها ظاهرة تستحق الاهتمام والعمل على مستوى التغير الاجتماعي ونشر الوعي انتهاءًا بالتحرك لمواجهتها تشريعيًا. إقرأ المزيد